موضوع قديم أو قصة كنت قد نشرتها في منتديات مدن
ربما حملت من الأخطاء الكثير فقد كانت من مساؤئي أنني لا أنظر إلى ما أكتب ولا أعود إليه قبل أن أضغط زر النشر
وها هي بين أيديكم ... كما هي :
.......................................
هذه معاناة طفلة شبت في خضم الحياة وهي تزحف على هامشها
ورأت من متع الحياة وبنفسها ما بها من اشتهاءات يتيمة...
وترعرعت كنبتة عقيم..وأحزان الأطلال ..وأرض بواركانت طفلة ولكن لم تكن كأي طفلة...لم تشب عادية أبدا ولا تافهة جدا..
لم تكن يوما ما مثل أي من قريناتها
كن ينظرن إلى ما حولهن بعيونهن
أما هي فكانت تنظر بقلبها إلى ما حولها ومن حولها..تعيش بجسد طفلة دون السادسة
وبقلب امرأة ثلاثينية
وبحزن رجل أربعيني.....وبعين الحزن كانت تغزل أوجاعها..
وكانت بأشواق أرض عطشى مشققة إلى بكاء الغيوم..
وكانت جل عذاباتها تنصب في حنينها لكف رجل ولصدره..
هو حنينها لحضن أبيها ..
أن يكون حقيقة ولو لمرة في حياتها..
ذلك الرجل الخرافة الذي كان بالنسبة لها كطائر العنقاء أو الغول في الأساطير وفي قصص ألف ليلة وليلة..
كنت أقصى أمنية هو أن تلمسه لتعرف كيف يكون هذا الرجل..وهل سيكون من لحم ودم مثله كمثل غيره من الكائنات البشرية..!!!
هو أن يحتضنها بين أذرعه لتعرف كيف يكون طعم الأبوة ومذاق الحنان وتلك السعادة التي تراها في عين بنت الجيران وهي تجلس في حجر أبيها..وهي تحتضنه وهو يلاعبها..وصاحبتنا تكاد تموت جفافا.
كان لسان حالها ونفسها تشكو الظمأ إلى أبيها يحاكي قول الشاعر:
وأشد ما لقيت من ألم الجوى
......................................قرب الحبيب وما إليه وصول
كالعيس في البيداء يقتلها الظما
......................................والماء فوق ظهورها محمول
ورأت من متع الحياة وبنفسها ما بها من اشتهاءات يتيمة...
وترعرعت كنبتة عقيم..وأحزان الأطلال ..وأرض بواركانت طفلة ولكن لم تكن كأي طفلة...لم تشب عادية أبدا ولا تافهة جدا..
لم تكن يوما ما مثل أي من قريناتها
كن ينظرن إلى ما حولهن بعيونهن
أما هي فكانت تنظر بقلبها إلى ما حولها ومن حولها..تعيش بجسد طفلة دون السادسة
وبقلب امرأة ثلاثينية
وبحزن رجل أربعيني.....وبعين الحزن كانت تغزل أوجاعها..
وكانت بأشواق أرض عطشى مشققة إلى بكاء الغيوم..
وكانت جل عذاباتها تنصب في حنينها لكف رجل ولصدره..
هو حنينها لحضن أبيها ..
أن يكون حقيقة ولو لمرة في حياتها..
ذلك الرجل الخرافة الذي كان بالنسبة لها كطائر العنقاء أو الغول في الأساطير وفي قصص ألف ليلة وليلة..
كنت أقصى أمنية هو أن تلمسه لتعرف كيف يكون هذا الرجل..وهل سيكون من لحم ودم مثله كمثل غيره من الكائنات البشرية..!!!
هو أن يحتضنها بين أذرعه لتعرف كيف يكون طعم الأبوة ومذاق الحنان وتلك السعادة التي تراها في عين بنت الجيران وهي تجلس في حجر أبيها..وهي تحتضنه وهو يلاعبها..وصاحبتنا تكاد تموت جفافا.
كان لسان حالها ونفسها تشكو الظمأ إلى أبيها يحاكي قول الشاعر:
وأشد ما لقيت من ألم الجوى
......................................قرب الحبيب وما إليه وصول
كالعيس في البيداء يقتلها الظما
......................................والماء فوق ظهورها محمول
***
آآآه....ذكريـــــات عصفت بي
..................................... شيبتني شيبت حتى صبايا
وها هو العام يوشك أن ينقضي
وبقي على يوم العيد أيام ..تتمنى طفلتنا أن تمضي سراعا
حتى ترى أبيها فيه عن قرب..
تنتظر أشهرا ليأتي يوم العيد
لتلبس ثوبها الجديد ..
وتحمل في يدها حقيبة العيد بالنقود القليلة التي جمعتها
وتستعد مع قريناتها لزيارة منزل أبيها
كانت صاحباتها من بنات الجيران متلهفات مثلها لرؤية والدها
هن لأجل أن يعرفن شكل ملامح أبيها ولأنهن على علم مسبق بأنهن سيحصلن منه على غنيمة..وعيدية ثمينة..
وهي لكي تراه أكثر..عن قرب..
تعرف أنها لن تنال منه على حضن أو ربما ولا حتى ابتسامة
لكنه عزاء التافهين
الضامئين
المسغبينويأتي اليوم الموعود
ويسرعن الخطى إلى داره قاطعين المسافات الطويلة المرهقة..
ويدلفن من باب داره ..دار المارد الخرافي..الذي لا يُرى إلا في المناسبات..أو في أحلامها اليتيمة.
وتسرع الخطى إلى باب غرفته ليس لاستقبالها بل لاستقباله.. لتراه واقفا على ناصيتها وما إن يراهن حتى يخرج من حزامه النقود ما يوزعه على الجميع بالتساوي
حتى هي
لم يكن لميزها عن الأخريات
ويحها أو يعتقد أنها منهن
طفلة كالأخريات
أو لم يعلم أنها ظلت تعاني الجفاف طيلة عام كامل لربما تحظي منه بحضن أو بابتسامة
لو خيروها بمال الدنيا وبين إحداها منه
لارتمت في أحضانه وودعت كل متاعها الفانية
لماذا كانت تلتزم الصمت..رغم كل ما يعتمل بداخلها..لماذا لم يعلموها الكلام
لتدافع عن حقوقها لديه..لتقول له بصراخها المكتوم أنها لم تأت هذا العيد لتقبض العيدية
بل من أجل أن يحتضنها كما يفعل كل الآباء يوم العيد...
ويصيبها الانكسار
رغم استمتاعها بالدار وبمن سكن الدار
وتلج الغرفة الباردة الخالية إلا من رائحة ثيابه ومن أنفاسه بالنسبة لأشواقها الدفينة ...
وتفتح ما تحبه هناك
ثلاجته..
أول ما تذهب إليه بعد أن يكسرها غلظة استقباله لها
ثلاجته الباردة
ربما هي رمز البرود التي يكتنف مشاعره تجاهها
ربما لتبرد به نيران تأكلها لدفء أحضانه...
وتمضي الساعة وهي هناك ما تزال ..كالغريبة المغتربة
التي ينظر إليها قريناتها عند زيارتهن لدار أبيها بانبهار
وتنظر هي إليهن عند زيارتها لدارهن بكل انكسار
ربما لتمنت حينها أن يُلغى من على وجه الدنيا كل الأعياد
حتى لا يقتلها طول التمني...
آآآه....ذكريـــــات عصفت بي ذكريات
.......................شيبتني شيبت حتى صبايــــــــا *
..................................... شيبتني شيبت حتى صبايا
وها هو العام يوشك أن ينقضي
وبقي على يوم العيد أيام ..تتمنى طفلتنا أن تمضي سراعا
حتى ترى أبيها فيه عن قرب..
تنتظر أشهرا ليأتي يوم العيد
لتلبس ثوبها الجديد ..
وتحمل في يدها حقيبة العيد بالنقود القليلة التي جمعتها
وتستعد مع قريناتها لزيارة منزل أبيها
كانت صاحباتها من بنات الجيران متلهفات مثلها لرؤية والدها
هن لأجل أن يعرفن شكل ملامح أبيها ولأنهن على علم مسبق بأنهن سيحصلن منه على غنيمة..وعيدية ثمينة..
وهي لكي تراه أكثر..عن قرب..
تعرف أنها لن تنال منه على حضن أو ربما ولا حتى ابتسامة
لكنه عزاء التافهين
الضامئين
المسغبينويأتي اليوم الموعود
ويسرعن الخطى إلى داره قاطعين المسافات الطويلة المرهقة..
ويدلفن من باب داره ..دار المارد الخرافي..الذي لا يُرى إلا في المناسبات..أو في أحلامها اليتيمة.
وتسرع الخطى إلى باب غرفته ليس لاستقبالها بل لاستقباله.. لتراه واقفا على ناصيتها وما إن يراهن حتى يخرج من حزامه النقود ما يوزعه على الجميع بالتساوي
حتى هي
لم يكن لميزها عن الأخريات
ويحها أو يعتقد أنها منهن
طفلة كالأخريات
أو لم يعلم أنها ظلت تعاني الجفاف طيلة عام كامل لربما تحظي منه بحضن أو بابتسامة
لو خيروها بمال الدنيا وبين إحداها منه
لارتمت في أحضانه وودعت كل متاعها الفانية
لماذا كانت تلتزم الصمت..رغم كل ما يعتمل بداخلها..لماذا لم يعلموها الكلام
لتدافع عن حقوقها لديه..لتقول له بصراخها المكتوم أنها لم تأت هذا العيد لتقبض العيدية
بل من أجل أن يحتضنها كما يفعل كل الآباء يوم العيد...
ويصيبها الانكسار
رغم استمتاعها بالدار وبمن سكن الدار
وتلج الغرفة الباردة الخالية إلا من رائحة ثيابه ومن أنفاسه بالنسبة لأشواقها الدفينة ...
وتفتح ما تحبه هناك
ثلاجته..
أول ما تذهب إليه بعد أن يكسرها غلظة استقباله لها
ثلاجته الباردة
ربما هي رمز البرود التي يكتنف مشاعره تجاهها
ربما لتبرد به نيران تأكلها لدفء أحضانه...
وتمضي الساعة وهي هناك ما تزال ..كالغريبة المغتربة
التي ينظر إليها قريناتها عند زيارتهن لدار أبيها بانبهار
وتنظر هي إليهن عند زيارتها لدارهن بكل انكسار
ربما لتمنت حينها أن يُلغى من على وجه الدنيا كل الأعياد
حتى لا يقتلها طول التمني...
آآآه....ذكريـــــات عصفت بي ذكريات
.......................شيبتني شيبت حتى صبايــــــــا *
...........................
برغم شدة ضمئها إلى حنان..كانت تخاف حتى الموت من الرجال..
ربما هي أمها من زرعته في نفسها..كانت وسيلتها لحمايتها ..
في ظل غياب الأب..
أو أخيها الذي كان يخاف عليها لدرجة الوسواس..
أو ذلك الوحش الذي كان يتربص بها وهي تنتظر الباص في ذلك المنزل المهجور..
لم تكن تعلم أو ربما لا تذكر هل كان بالفعل بلون الشبح
أو كان ذلك بسبب المكان المظلم الذي كان يختبئ فيه..
كل صباح يراقبها حتى يملؤها الخوف فتبكي رعبا..
وبسبب صغر سنها آنذاك لم نكن لتدرك أنه ليس بإمكانه أن يؤذيها وتلك المسافة تفصل بينها وبينه..
كانت كل صباح تركب الحافلة وثيابها مبللة من دموعها.خوفا منه ..
وتبدأ رحلة الرعب كل صباح..
لنفس السبب ...خوفا من ظلال رجل..وراء نافذة في الطابق الثاني
في منزل مهجور...يقابل بيتهم تماما...
ربما هي أمها من زرعته في نفسها..كانت وسيلتها لحمايتها ..
في ظل غياب الأب..
أو أخيها الذي كان يخاف عليها لدرجة الوسواس..
أو ذلك الوحش الذي كان يتربص بها وهي تنتظر الباص في ذلك المنزل المهجور..
لم تكن تعلم أو ربما لا تذكر هل كان بالفعل بلون الشبح
أو كان ذلك بسبب المكان المظلم الذي كان يختبئ فيه..
كل صباح يراقبها حتى يملؤها الخوف فتبكي رعبا..
وبسبب صغر سنها آنذاك لم نكن لتدرك أنه ليس بإمكانه أن يؤذيها وتلك المسافة تفصل بينها وبينه..
كانت كل صباح تركب الحافلة وثيابها مبللة من دموعها.خوفا منه ..
وتبدأ رحلة الرعب كل صباح..
لنفس السبب ...خوفا من ظلال رجل..وراء نافذة في الطابق الثاني
في منزل مهجور...يقابل بيتهم تماما...
كل لحظة خوف اعترتها..كانت تعي أنه بسبب ظلال أبيها..وغياب دفئه عن عمرها.
كل لحظة انكسار أصابتها ..كانت بسبب انكسار الوتد وتحطم أمانيها به..
كل لحظة انحدار لمدامعها وهي تشتهي مافي يد بنت الجيران..كانت بسبب أنانية كامنة في نفس حصلت على مشتهاها وفلذة كبدها مسغبة كسيرة..
كل حزن ..كان يتربص بها..كان مبعثه توق إليه.
ولكن هيهات
وقد مضى العمر وبقيت في نفسها أمنية لم تتحقق
في أن تعانق دمية يفاجؤها بها أبيها
يخبؤها لها خلف ظهره..ويفاجؤها بها وهي تستقبله على عتبة لم يفتح لها باب أبدا .
كل لحظة انكسار أصابتها ..كانت بسبب انكسار الوتد وتحطم أمانيها به..
كل لحظة انحدار لمدامعها وهي تشتهي مافي يد بنت الجيران..كانت بسبب أنانية كامنة في نفس حصلت على مشتهاها وفلذة كبدها مسغبة كسيرة..
كل حزن ..كان يتربص بها..كان مبعثه توق إليه.
ولكن هيهات
وقد مضى العمر وبقيت في نفسها أمنية لم تتحقق
في أن تعانق دمية يفاجؤها بها أبيها
يخبؤها لها خلف ظهره..ويفاجؤها بها وهي تستقبله على عتبة لم يفتح لها باب أبدا .
...........................
سوف تحكي طفلتنا اليوم قصتها القصيرة مع صاحب الحمار
ابن الجيران
عبد الرحمن..مرحلة مثيرة في حياتها..أبعدها عن الكثير من الأوهام.
أعجبت به لفترة ( عبدالرحمن)...كانت ما تزال طفلة لا تعرف لون الحب أو شكله
تعرف فقط أنه يفترض أن يكون هناك رجل ضمن ألوف الرجال لا بد أن يكون طيبا
أو بطلا
أو مميزا
وجديرا بالاعجاب..
ربما لأنه لم ينظر إليها في يوم من الأيام أو يكلمها افترضت فيه أنه حسن النية
وأنه شهم على غير العادة
كان خوفها من الرجال دائما ما يوجهها إلى من تستطيع أن تأمن جانبه
وربما يكون هو عبدالرحمن..فهو لم يكن مشغولا كغيره بإخافتها بل كان مشغولا بحماره.
عبد الرحمن ...بطل تلك الفترة من حياتها..
لم يكن رجلا ..بل صبيا تحت العشرين..وربما أصغر
لكنها لصغر سنها بالنسبة له كانت تراه كبيرا
وكبيرا جدا..جدا
وأيضا فارسا..ولكن لحمار بدل عن الحصان
كانت تقف في آخر الزقاق ترقبه كل ظهيرة من بعيد
وهو يركب ابناء الجيران حماره وتتخيله أنه هو الفارس المغوار الذي يقف بكل شجاعة مع هذا الكائن الغريب الذي ظهر في الحي فجأة..و الذي كانت تخاف منه..( فقد كانت المرة الأولى التي ترى فيها حمارا)
وكانت تعجب من بطولة عبدالرحمن..وتبتسم لرجولته..وتتمنى أن تحظى بشرف التقرب منه ولو لخطوات أكثر..
فهو ما يزال في نظرها الرجل الطيب الذي لا يهتم بالفتيات
ولا يخيفهن..بل مشغول بحماره.
حتى جاء اليوم الذي صار هذا الفارس العجيب فارسا عاديا كغيره من الرجال..
وفقدت نموذجا كان يحسسها بالأمان والاطمئنان..
كانت يومها في بيتهم
مع بنات الجيران..فصرخت إحداهن بصوت عالٍ
فنادى عبدالرحمن عليها هي وهو غاضب..وسألها لماذا فعلت ذلك..
بكت وأقسمت أنها ليست هي..فصرخ في وجهها ولم يصدقها
ومن يومها لم تعد تحب عبدالرحمن
ولم تره إلا بعد مرور أعوام...
ابن الجيران
عبد الرحمن..مرحلة مثيرة في حياتها..أبعدها عن الكثير من الأوهام.
أعجبت به لفترة ( عبدالرحمن)...كانت ما تزال طفلة لا تعرف لون الحب أو شكله
تعرف فقط أنه يفترض أن يكون هناك رجل ضمن ألوف الرجال لا بد أن يكون طيبا
أو بطلا
أو مميزا
وجديرا بالاعجاب..
ربما لأنه لم ينظر إليها في يوم من الأيام أو يكلمها افترضت فيه أنه حسن النية
وأنه شهم على غير العادة
كان خوفها من الرجال دائما ما يوجهها إلى من تستطيع أن تأمن جانبه
وربما يكون هو عبدالرحمن..فهو لم يكن مشغولا كغيره بإخافتها بل كان مشغولا بحماره.
عبد الرحمن ...بطل تلك الفترة من حياتها..
لم يكن رجلا ..بل صبيا تحت العشرين..وربما أصغر
لكنها لصغر سنها بالنسبة له كانت تراه كبيرا
وكبيرا جدا..جدا
وأيضا فارسا..ولكن لحمار بدل عن الحصان
كانت تقف في آخر الزقاق ترقبه كل ظهيرة من بعيد
وهو يركب ابناء الجيران حماره وتتخيله أنه هو الفارس المغوار الذي يقف بكل شجاعة مع هذا الكائن الغريب الذي ظهر في الحي فجأة..و الذي كانت تخاف منه..( فقد كانت المرة الأولى التي ترى فيها حمارا)
وكانت تعجب من بطولة عبدالرحمن..وتبتسم لرجولته..وتتمنى أن تحظى بشرف التقرب منه ولو لخطوات أكثر..
فهو ما يزال في نظرها الرجل الطيب الذي لا يهتم بالفتيات
ولا يخيفهن..بل مشغول بحماره.
حتى جاء اليوم الذي صار هذا الفارس العجيب فارسا عاديا كغيره من الرجال..
وفقدت نموذجا كان يحسسها بالأمان والاطمئنان..
كانت يومها في بيتهم
مع بنات الجيران..فصرخت إحداهن بصوت عالٍ
فنادى عبدالرحمن عليها هي وهو غاضب..وسألها لماذا فعلت ذلك..
بكت وأقسمت أنها ليست هي..فصرخ في وجهها ولم يصدقها
ومن يومها لم تعد تحب عبدالرحمن
ولم تره إلا بعد مرور أعوام...
..................................
كسرها عبدالرحمن
لم تبك يومها
فلو كانت على يقين أنه سوف يلاقيها بأحضانه أويسألها عمن أبكاها
أو كانت في مأمن أنه سوف يأخذ لها بحقها
لكانت جرت إلى البيت مسرعة وشكت بدلال طفلة في السادسة إلى أبيها
وتمرغت في صدره ونسيت حينها كل همومها الصغيرة
ولكنها لم تفعل كل ذلك ..بل بالأصح لم يسنح لها الزمان بفعله
بل جرت إلى أقرب زقاق..واختبأت خلف أطول جدار
لم تبك يومها
فلو كانت على يقين أنه سوف يلاقيها بأحضانه أويسألها عمن أبكاها
أو كانت في مأمن أنه سوف يأخذ لها بحقها
لكانت جرت إلى البيت مسرعة وشكت بدلال طفلة في السادسة إلى أبيها
وتمرغت في صدره ونسيت حينها كل همومها الصغيرة
ولكنها لم تفعل كل ذلك ..بل بالأصح لم يسنح لها الزمان بفعله
بل جرت إلى أقرب زقاق..واختبأت خلف أطول جدار
ونظرت حولها تبحث عن عيون ربما ترصدت لحظة انكسارها.
................................
الأرجوحة..ما تزال المتسلسلة متتابعة لقصة طفلة..كانت تخشى الرجال..لأن أباها كان ينسى أن يحتضنها.،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،لم تكبر طفلتنا بعد..تلك الهادئة الساكنة كسكون الأشجار في ليلة صيفية هادئة..أو كهشيم خريف هجره النسيم..
في فترة من فترات عمرها استهوتها تلك الألعاب التي كانت تصنعها لها أمها...
ألعاب تصنعها بيدها ست الحبايب..بسيطة في شكلها..ولكنها كانت أقصى متعها.
فهي لم تكن تعرفت بعد على متعة اللعب بالدمى كقريناتها..((ربما كانت ما تزال تنتظر أن يتذكر والدها أنها ما تزال طفلة..أو يدخل عليها في يوم خرافي حاملا خلف ظهره لها دمية يفاجؤها به....))
كانت تستهويها تلك الأرجوحة التي صنعتها أمها لها من جذوع الأشجار..وحبال.. وقطعة خشبة عصية
تتأرجح بسعادة غامرة عليها ..كانت تلك الأرجوحة هي أجمل لعبة حصلت عليها في سنها ذاك..ولكن كعادة الأفراح معها دائما... كانت تأتيها مبتورة وناقصة..وعوراء ترى بنصف عين..
كانت تنتظر كل يوم أن يحين وقت العصر حتى تسرع بلهفة إلى أرجوحتها..المنصوبة هناك في آخر الزقاق الذي يقع فيه دارهم..والذي لم يكن يبعد أكثر من عشرين خطوة..ولكنها قياسا إلى عمرها آنذاك.. وقدماها الصغيرتان .. ومخاوفها.. كان الطريق إليها أبعد من ذلك..وكانت إذا ما حان وقت الغروب تقفز من أرجوحتها
وتجري عائدة إلى دارها تنظر يمنة وسره..فحلول الظلام كان يعني لها أشياء كثيرة...أهمها أنه كان يمكن أن تأتيها علقة ساخنة من أخيها أو توبيخ من أمها أو مخاوف دائمة في الطريق .... تتربص بها .
....................كانت تلعب على أرجوحتها وعيناها مصوبة نحو الشمس..وكأنها ترجو المغيب أن يتمهل..أو يتحايل على الزمن ..حتى تمد من زمن لعبها..أف..أولا تعلم الشمس أنه بأفولها..تتوقف أزمانها..وأنهم سوف يجرونها من أرجوحة تطير بها إلى اعالي الفضاءات ..وتنسيها متاعب الأرض ومن عليهاإلى غرفة رطبة مظلمة معدة لكوابيسها التي ما برحتها ليلة ..والتي كانت تخرج لها كالغول من بين أجفانها ولذيذ منامها..إن صغيرتنا لم تكن تحب اللعب فحسب,,بل كانت تكره النوم ..وتكره أن يراها من حولها وهي تصرخ كل ليلة كالمجنونة..تستنجد بالهواء مما يخيفها كل ليلة..بدلا عن صدر أبيها الذي نسيها عن غفلة.
في فترة من فترات عمرها استهوتها تلك الألعاب التي كانت تصنعها لها أمها...
ألعاب تصنعها بيدها ست الحبايب..بسيطة في شكلها..ولكنها كانت أقصى متعها.
فهي لم تكن تعرفت بعد على متعة اللعب بالدمى كقريناتها..((ربما كانت ما تزال تنتظر أن يتذكر والدها أنها ما تزال طفلة..أو يدخل عليها في يوم خرافي حاملا خلف ظهره لها دمية يفاجؤها به....))
كانت تستهويها تلك الأرجوحة التي صنعتها أمها لها من جذوع الأشجار..وحبال.. وقطعة خشبة عصية
تتأرجح بسعادة غامرة عليها ..كانت تلك الأرجوحة هي أجمل لعبة حصلت عليها في سنها ذاك..ولكن كعادة الأفراح معها دائما... كانت تأتيها مبتورة وناقصة..وعوراء ترى بنصف عين..
كانت تنتظر كل يوم أن يحين وقت العصر حتى تسرع بلهفة إلى أرجوحتها..المنصوبة هناك في آخر الزقاق الذي يقع فيه دارهم..والذي لم يكن يبعد أكثر من عشرين خطوة..ولكنها قياسا إلى عمرها آنذاك.. وقدماها الصغيرتان .. ومخاوفها.. كان الطريق إليها أبعد من ذلك..وكانت إذا ما حان وقت الغروب تقفز من أرجوحتها
وتجري عائدة إلى دارها تنظر يمنة وسره..فحلول الظلام كان يعني لها أشياء كثيرة...أهمها أنه كان يمكن أن تأتيها علقة ساخنة من أخيها أو توبيخ من أمها أو مخاوف دائمة في الطريق .... تتربص بها .
....................كانت تلعب على أرجوحتها وعيناها مصوبة نحو الشمس..وكأنها ترجو المغيب أن يتمهل..أو يتحايل على الزمن ..حتى تمد من زمن لعبها..أف..أولا تعلم الشمس أنه بأفولها..تتوقف أزمانها..وأنهم سوف يجرونها من أرجوحة تطير بها إلى اعالي الفضاءات ..وتنسيها متاعب الأرض ومن عليهاإلى غرفة رطبة مظلمة معدة لكوابيسها التي ما برحتها ليلة ..والتي كانت تخرج لها كالغول من بين أجفانها ولذيذ منامها..إن صغيرتنا لم تكن تحب اللعب فحسب,,بل كانت تكره النوم ..وتكره أن يراها من حولها وهي تصرخ كل ليلة كالمجنونة..تستنجد بالهواء مما يخيفها كل ليلة..بدلا عن صدر أبيها الذي نسيها عن غفلة.
حان وقت المغيب...لتجري إلى دارها القابع في أول الزقاق تجر وراءها خيباتها..وتاركة على أرجوحتها فؤادها..لكنها لم تصل بالسرعة التي أملتها وقاستها من أرجوحتها إلى باب دارها,,ولا بالأمان الذي رجته برغم أن الظلام لم يكن قد حل بعد..
كان القدر قد أعد لها وجبة جديدة من الدروس القاسية التي صارت جزءا من يومياتها..
.......................
كان القدر قد أعد لها وجبة جديدة من الدروس القاسية التي صارت جزءا من يومياتها..
.......................
شغفها بالأرجحة لم يكن طبيعيا..حتى أنه يمكن اعتباره مملا
فما إن اقتربت من باب الدار حتى دارت بوجهها وقلبها إلى لعبتها
وتمنت لو واتتها الشجاعة التي تستطيع بها أن تعود أدراجها تعاود التحليق على أرجوحتها..
نعم..التحليق والانفلات من كبت مزمن وسجن داخلي سكنها حتى العجز..
وعادت صغيرتنا تجر مخاوفها الممتزحة بعناد وإصرار داخلي لا شعوري... تسرق من الزمن هنيهات
لحظات إضافية من المتعة متغافلة عمدا عن أي نتيجة يمكن أن تترتب عليها ..
جلست على أرجوحتها والخوف يملأ قلبها من أمها والرهبة من موقف أخيها إن علم بغيابها والشمس غابت
لكنها لم تكن تدري أن الليل يمكن أن يحيك ضدها مؤامرة أكبر من كل تلك المخاوف
فقد شعرت فجأة بيد خفية تمتد إليها من الخلف..تحيط بها...ثم,,تسحبها..
تجرها من دنياها لتحط بها على غمامة سوداء من الرعب
لقد كان رجلا...نعم..رجل ضمن ألوف الرجال الذين كانت تخشاهم حتى الموت
صرخت بذات العجز ..والكبت ..والمسكنة التي كانت تسكنها..
وانفلتت من بين براثته بمرونة أرنب مذعور لتجري بلا قلب إلى دارها وهي شبه ميتة..عاجزة عن النطق لمدة أسبوع كامل..
والحمى تصارع جسدها النحيل ..والخيبة تسيل من عيني أمها مدامع وهي تراها كليلة واهية العزيمة..
مسدودة الشهية حتى من النظر إلى من حولها ..
أأه..من غياب الأب..أه من اليتم..لعصفور لم يتعلم كيفية التحليق بعد.
فما إن اقتربت من باب الدار حتى دارت بوجهها وقلبها إلى لعبتها
وتمنت لو واتتها الشجاعة التي تستطيع بها أن تعود أدراجها تعاود التحليق على أرجوحتها..
نعم..التحليق والانفلات من كبت مزمن وسجن داخلي سكنها حتى العجز..
وعادت صغيرتنا تجر مخاوفها الممتزحة بعناد وإصرار داخلي لا شعوري... تسرق من الزمن هنيهات
لحظات إضافية من المتعة متغافلة عمدا عن أي نتيجة يمكن أن تترتب عليها ..
جلست على أرجوحتها والخوف يملأ قلبها من أمها والرهبة من موقف أخيها إن علم بغيابها والشمس غابت
لكنها لم تكن تدري أن الليل يمكن أن يحيك ضدها مؤامرة أكبر من كل تلك المخاوف
فقد شعرت فجأة بيد خفية تمتد إليها من الخلف..تحيط بها...ثم,,تسحبها..
تجرها من دنياها لتحط بها على غمامة سوداء من الرعب
لقد كان رجلا...نعم..رجل ضمن ألوف الرجال الذين كانت تخشاهم حتى الموت
صرخت بذات العجز ..والكبت ..والمسكنة التي كانت تسكنها..
وانفلتت من بين براثته بمرونة أرنب مذعور لتجري بلا قلب إلى دارها وهي شبه ميتة..عاجزة عن النطق لمدة أسبوع كامل..
والحمى تصارع جسدها النحيل ..والخيبة تسيل من عيني أمها مدامع وهي تراها كليلة واهية العزيمة..
مسدودة الشهية حتى من النظر إلى من حولها ..
أأه..من غياب الأب..أه من اليتم..لعصفور لم يتعلم كيفية التحليق بعد.
**********
حتى الصغار يعرفون ويتألمون
لكنه لم يكن ليدرك مرارة فهمها
وجفاف وجهها من غيث صدره
وضياعها في أزقة اليتم وحدها
لقد كانت وهي طفلة تحلم بأن يقبل عليها أو أن يمسك يدها أو أن يضمها كالحبيب إلى صدره
وتظل تنزف رغباتها وحيدة وتلعق أمنياتها كهرة عطشى بائسة
و يمضى العمر بها دون أن يغسل الجرح من ذاكرتها أو يهديها طوق الأمان لتخبطاتها البريئة
جعلها تنتظر خمس وثلاثون عاما لتعرف مذاق أحضانه ودفء أحضانه
ومرارة احتضانه وهو ممدد على فراش المرض ليس بإمكانه أن يلف ذراعيه حول جسدها
أو أن يعتصر اشتياقها ... وأن يقتلع بؤسا مغروسا كالطود في ذاكرتها
بعد خمس وثلاثون من العمر احتضنته واغتصبت منه حق طفولتها رغما عن إرادته ووعيه
وربما لم يشعر بها ... أو ربما شعر وآلمه أنها تأخرت كثيرا لكي تفعل أو أن يفعل هو
احتضنته في خلسة من الأعين وفي خلسة من ضميره ومن .... صبرها .
لكنه لم يكن ليدرك مرارة فهمها
وجفاف وجهها من غيث صدره
وضياعها في أزقة اليتم وحدها
لقد كانت وهي طفلة تحلم بأن يقبل عليها أو أن يمسك يدها أو أن يضمها كالحبيب إلى صدره
وتظل تنزف رغباتها وحيدة وتلعق أمنياتها كهرة عطشى بائسة
و يمضى العمر بها دون أن يغسل الجرح من ذاكرتها أو يهديها طوق الأمان لتخبطاتها البريئة
جعلها تنتظر خمس وثلاثون عاما لتعرف مذاق أحضانه ودفء أحضانه
ومرارة احتضانه وهو ممدد على فراش المرض ليس بإمكانه أن يلف ذراعيه حول جسدها
أو أن يعتصر اشتياقها ... وأن يقتلع بؤسا مغروسا كالطود في ذاكرتها
بعد خمس وثلاثون من العمر احتضنته واغتصبت منه حق طفولتها رغما عن إرادته ووعيه
وربما لم يشعر بها ... أو ربما شعر وآلمه أنها تأخرت كثيرا لكي تفعل أو أن يفعل هو
احتضنته في خلسة من الأعين وفي خلسة من ضميره ومن .... صبرها .