الجمعة، 21 نوفمبر 2014

الأكاذيب رخوة جدا لا تصلح لبناء الأحلام
ورودك التي تهديني إياها كل حين تعني لي الكثير ..
تعني أنني ما زلت على قيد الحياة
كانت أرصفة دبي باردة هذا المساء
وكان قمر وطني مشتعلا كجوهرة سعيدة
كان كل شيء جميلا
...
سوى حكايتي
إلى صديق مات :
صببت علي لعنتك دون جريرة مني
ورحلت
أكان لزاما أن تموت عاريا من كفن الوفاء ؟!
ليس كل من يلتزم الصمت معك بأبكم
هو فقط مشغول في داخله بترديد ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )
.

إذا سكت عنك من أسأت إليه
فربما أنه يراك أصغر من الكلام
وأكثر ضآلة من حجم العبارة

غني يقول :
أنا فقير
فالله وحده هو الغني

.
فقير يقول :
كيف لا أكون غنيا
والذي خلقني هو ( الغني )
أشعر بالحزن . بالقهر الذي يعتري المظلوم
أريد أن أتخلى عن دماغي قليلا
لكيلا أفكر
أريد شيئا يضحكني ﻷنسى
أسماء
كلما وقفت أمامك وقست سنوات الألم الطويلة وأعوام الصبر وابيضاض عينيك من الألم
تيقنت
أن
الإيمان كبرياء
ما هو الشيء الذي ليس له ثمن ؟؟
إذا كان الهواء له ثمن
وثمنه تعب الضخ في القفص الصدري .. وأنه يحمل إلينا رائحة وجع الأرض .

...
ما هو الشيء الذي ليس له ثمن !!!
قلت له : قل لي كلاما جميلا لكي لا أبكي
فقال كل الكلام ، قال كل ما لديه
ثم بكى حنينا إليّ
إلى متى سأظل أحبك من خلف بابك الموارب دوني !؟
حلمت أنني أضحك في المنام
وفسرته بالبكاء

لم يصدق معي شيء سوى المنام !

أين غاب ؟!
عله استدار للمدار ، عله استفاق في الرؤى ، عله تسام في الرحيل ، عله تماد في النوى .
أين غاب ؟
بين أحضان ضلوعي ؟ في صميمي ! في قراري ؟...

في تلاوين سطوري ؟
في اشتهائي لفؤاده .. أحنى رأسه منكّسا وغاب ؟
أين غاب ؟
قرة العين الذي في طرفي الساجي استفاق
ونأى بليلي الباقي ،، حال دون النوم مني
ثم غاب .
أين غاب !!!!
كوابيس العمر كانت من صنع الليل
ليست من صنع يديها
فلماذا كانوا ينعتونها بالجنون !!!!
اشتريت كتبا لأنام
فمعظمها تجعلني أنام بعد السطر الخامس
والفاصلةً العاشرة والنصف بالضبط
في ردهة الوقت القصية ، حيث تغيب مليا واسكن الركن الخالي من انتظارك
أحبك
في الليل يكثر لغط الصمت .. وتزداد ضوضاء السكون
وفي الصباح تنتحر الدرجات المنسية من الخطوات ؛ تحت انكسار الهجر .
وتظل الأبواب في عناق
ممعنة في الموت
في العشق الفارغ ....

أو في انتظار زائر مات قبل عام
ولم يخبروا أبوابي عنه لتحضر العزاء
سأذهب إلى أسماء اليوم .. سأغمض عيوني جيدا لكي لا أبصر أسمال جراحاتها الأزلية . أو أسمع بكاءها الرث . سأتكئ على الجدار الذي اعتاد ظهري ، المقابل للغرفة الزرقاء الخاوية من الأنفاس المترددة .. الغرفة الخالية التي لم أعد أحفظ تفاصيلها .. والمقابل لمكانها الذي لا تبرحه .. جرحان يقابلان جداري القديم - خالد وأسماء .
مازال باقيا من الليل هزيعه المجنون ..
وأذياله العربيدة .
ما يزال باقيا من تعبي نفثة حزن وجمرة
كانت حمدة تقطع الحزن بالخطوات المتلاحقة
وأنا أجمع ما تبقى من الجراح
وأخبؤها عن عيون حمدة
صديقتي إيمان التي تكشف عن نصف لحمها
أحب إليّ
من وفاء التي تغتاب صاحباتها من خلف النقاب
...
تبا لمن تبيع دينها لترضي قطعة لحم في فمها
الجو هذا المساء مختنق ، صدر الفضاء ساكن لا يعلو ولا يهبط .
ربما يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة .
حتى الهواء تعلم فنون المراوغة ! ؟
أسماء لم تكن هنا .. لم تكن هناك .. لم تكن في أي مكان
فالأرض كانت تدور بشدة هذا المساء كالمجنون في حلبة نسيان
قال لها مستهزئا : ليس فيك ما يحث على العشق ، لا تحملين سوى عينين لا تستحقينهما .. خلقت مسخا .. ولن تعيشي يوما كامرأة حقيقية
قالت : لم أعرك أقداري لتبتئس إلى هذا الحد من بشاعتي .
قال : قدرك أن تظلي كظلي ..
أجابت بصمت : الغمامة حين تجف ترحل . تدرك حينها حجم بشاعتها
و لا تمكث في استجداء الأرض .


...
قالت : الغيوم تعطي الأرض تشبعها تماما
وترحل فقيرة لا تأخذ شيئا
قال : أعطيتك الرباط المقدس
قالت : أعطيتني خرقة بالية
طلبت أن أستر عاري بالهواء...

أعطيتني البرد بلا غطاء
أعطيتني الخزي بلا دواء
قال لها : منحتك الارتواء
أجابت بصمت : ليست كل المياة صالحة للشرب ؛ والمجاري يعدونها مياه .

أعتذر عن الجملة الأخيرة .. لكن بعض الحقائق هي هكذا . مخجلة .
نهاية النهايات
هي الأجمل
كان يقف في وسط ساحة المعابد المنسية ..
يحمل بين كفيه إناء من صهر ونار ..
يجمع أحزان عشاق كانوا يتعبدون في نفس دائرة الشفق
تكتوي أكبادهم حزنا لعيني الخرافة .

...
فهل صحيح ما أرجفوا أن العشق خرافة !!!
علامتي الفارقة
هي أنني أعشقك .
وأني أعشقك رغم اختلاف الجهات
...
هي المفارقة .
لطالما أخبرتهم أنني قدر الله
أنا قضاءه
أنا مشيئته
كلنا قدره كلنا صناعته كلنا صبغته

...
فعايروا السماء وسخروا من الحقيقة !
إنهم ينكرون قدرته .
يصير الوقت عمرا لذيذا
جديدا
حين أقضيه معك
لن أحتفل معهم بالكريسماس
فللتو انتهت أعيادي
ولن ألبس مثلهم قبعة المفاجآت
فمفاجآتي في طيات كتابي
ولن تتسلق عيوني اشجارهم المشتعلة ...

فعشقك يا سيدي شجرة اشتعالي
حنان الذكر على الأنثى يبهرني .
ألاحظه في كل الأشياء من
حولي مع حتى الحيوانات التي أراقبها في حديقتي
الخروف يحن على أنثاه . الديك يحمي إناثه يقدمهن في وجباته .
الطفل الصغير الذكر يكون في قمة اللطف مع الطفلة الأنثى مما يصدق القول أن الرجولة غريزة فيه ....

الرجل يعامل حبيبة كطفلة دائما حتى وهي غاضبة

( ممنوع الدخول لغير الرجال )
ليتني مـــاء
حتى إذا ما سئمت الحياة
تعمدت الغرق

.

ليتني هاجس في لياليك
أعتريك ذات شوق

.

 
لا شيء يراودني حين لا تكون
حتى الفكرة
تفر معك
...
وتترك حولي فراغ عظيم .
منذ غروب الليل وأنا أحاول أن أشعل سطوري
ألقمه وجد حريق أو طعم انطفاء

لكن سطوري لم تستجب لإغواء انفعالاتي
كانت تصطك من البرد كلحظات اشتهاء
كان يراودني الليلة عن حلمي
لكنني رفضت أن أفيق
فأنا لا أخون المواثيق البالية
هذا المساء أفقد ذاكرتي
أفقد تشرين الذي سلبت ذاكرته
أفقد الطريق الذي ما عاد يفهمني
...
أفقد القلب الذي ما عدت أعرفه
كان الليل فارغا جدا
سوى من عينيه
ولفافة حزن مرمية على أعتاب قدميه ,,,
قبل قليل .. تمنى لي صديق عاما جديدا جميلا . صديق كريم لا يعلم شيئا عن أعوامي السالفة .. أن أستقبل عاما جديدا جميلا وهو لا يعلم قبح العام الفائت وخيباته .. فارحل يا 2013 غير مأسوف عليك . ارحل ولا تعاود كرة أحزانك مجددا ، فقد ادخرت أمنيات كثيرة في أذيالك .. عام طويل مضى ، أسود في الأرض أبيض مشرق في السماء . فقد كان الله يسندني بقوة متناهية ويجبر انكساراتي بتدبير عجيب .. عام حاربني فيه الأذلة ونصرني الله فيه بعزة .. عام انحت فيه هامتي فقوّمني الله باستقامة علّوه .. عام قدر لي البشر فيه الخيبات وقدر الله لي فيه الرضا .. ظني في الله جميل أن يستبدلني بسنة حب وخير وأن يأخذ لي بحق جراحاتي وانكساراتي وانهزاماتي برغم أنها ما زادتني إلا صلابة .. والله عند حسن ظن عبده . أحبك يا رب وأحب كل أيامك وأزمانك .
أكتب الآن وبي من الفراغ مابي . ومن الشوق ما ألم بي .
أكتب وبي حنين فارِهْ .. وغياب أكيد يعربد في داخلي ..
ورحيل يزمجر في المدى بقسوة المسافة الفاصلة من قارتي لقارتك الشاسعة .. الغائبة في الغياب . النازحة عن عرش قلبي .. السامقة كسلاسل أوتاد بيني وبيني .
أكتب ولا أحد معي يشد على ساعدي
يعللني لأصطبر ...

يعللني لأبقى أو لأنسى .
أكتب ولا شي حولي سواي . لا عيون ترمق سطري .. لا مداد يلون حرفي .
أكتب وبيني وبين العبارة ألف عبارة ما رُويت من الصدق المختبئ خلف كواليس الاغتراب .
أكتب وبيني وبين العبارة اعترافات حنين واشتياق .
أكتب كلاما كثيرا كلاما فارغا من الحقيقة ، ممتلئا بي ، مموها بأكاذيبي الصادقة .
أكتب ليس لك أنت وليس لي .
أكتب للسطور الفارغة بيني وبيني .
أكتب للشوق الذي ألم بي .

الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

عندما تضع رأسك على وسادتك
وتتأهب للنوم
لا تعلق آمال كبيرة على صباح جديد
ولا تثق بأن الشمس سوف تشرق عليك وفي جعبتها لك يوما سعيدا
أن الشمس لا تعبأ بك...

إن كانت ستشرق عليك لتضحك أم لتبكي
فهي كما تشرق على قصر الملك....تشرق كذلك على كوخ الفقير
وكما تشرق على الأفراح .تشرق على المآتم...سيان عندها...
فلا تعش على ثقة أنك في الصباح سوف تنهض وأنت مبتسم
حاول أن تعيش في شك دائم
حتى لا تصدمك الشمس ...فهي كغيرها لن تقو على البقاء على العهد .
بلاد العرب أوطاني
من الجرح إلى الجرح
من الخزي إلى الخزي
من العار إلى العار
بلاد الموت أوطاني
قبل عام خاصمني حبيبي ، كدت أفنى هلعا وأذوب صبابة
وقفت تحت الغيمة الحبلى كعيوني
اغتسلت تحت المطر غسل الحزن والرجاء والتمني أن يعيده الله إلى عيني ،
فعاد

...
هذا العام غدر بي حبيبي
وهجرني في عز الصيف .
لن أكون لك أغنية بحنجرة بليدة
لن أكون لك أوتارا عتيدة
لن أكون صدى صوت لحالات انفعالك
لن أعود لتقبيل يديك
وأرجلك العزيزة...

لن أعود لسيرتي الأولى كعاشقة عنيدة
....

أنا لست غانية لأهوائك
أنا لست غاوية لحالاتك
أنا لست التي كانت تتمرغ في دهاليز شقائك
أنا لست مضطرة لتمزيق رداء كرامتي
إرضاءً لنزواتك
....

فعد لبؤسك وانطوي على جدر الخيالات السعيدة
عد لأحباب ما عاد فيهم من يرضي أهوال أحلامك
عد لبعضك
عد لشيء مات فيك لن تقوم قيامته من بعد أشلائك
لستُ وحدي
إنك الآن معي
رغم بؤس الصبح .. في ظلمة صبحي...
رغم هاتيك الليالي
رغم جرحي

لستُ وحدي
إني لا أنام
أتشعر بي سيدي ؟
أن ليلي بات يقظانا ؟
وأن قلبي صار حيرانا بِلا_ ك ؟
وأن عيوني الثكلى تدور في اتجاهاتك ؟...

وأني ماعدت أمتلك الزمام لأعود متزنة
وأني بت أهذي بحكاياتك ؟
أتشعر بارتباكي ؟ أتشعر بارتيابي ؟
أتشعر بالحيرة التي تعوي بأركاني
وأنا أسأل الحادي العليل في ليلي :
لمن أحكي مواويلي ؟
ولمن سيضيء ركني الخابي من بعد سناك ؟
ولمن أقتات من حرفي
لأرضي سطره السافر
يحكي قصتي المغدورة
على كتف الحنين ؟
كنت أراهن العمر بأني
لن أختفي عن وجهك الحاني

أنا فقط انزويت
لا طوعا...

فقد انزويت بقهري
إلى رجل غاب عن عيني :
لم أشعر بالأمومة كما ينبغي
لكن
لطالما شعرت بأنك ولدي .

...
فهل أكلت جيدا هذا المساء ؟؟
وأطفال غزة ينامون كما ننام
لكن بين نومنا ونومهم اختلافات سبعة .. لم يبحث عنها أحد ليحل الفزورة
فنحن ننام على الأسرة وهم ينامون على الحجارة
نحن ننام على وسادة وهم ينامون على دماء
نحن نفترش الحرير وهم يفترشون اللظى...

نتغطى بغطاء ويتغطون بكفن
من يبحث معي في الصورة ؟ فقد أجهدتني الصورة ؟
وكم بقي من الخلاف بين نعيمي وجحيمهم ؟
آه . وجدت أيضا واحدة .. فأنا أقبل رأس أمي قبل النوم باسمة وهم أمهاتهم يقبلن رؤوسهم باكيات .
بقي اثنتان لأطابق الصورة
لكنني شعرت بالعار
فمن يكمل الفزورة ؟
إنني لست هنا
فاخلع الباب من طرقات ذاكرتي
وأسدل الليل على بيداء ناحيتي
وازرع الشوك حثيثا
لأحصد العشق المقدس من خطاك ...

وأزرع الصبر الجميل على خطاي
وأخلع الباب الأخير
فربما تأتي .
كم بقي من الوقت
لأمسك عن الطعام والماء والبكاء ؟

كم بقي من العمر ؟
لأتحرر من جدران الغرفة إلى أجنحة الأكفان ؟

...
كم بقي من السطر
لأتوقف عن الكلام ؟
وكأن بي رأيت في المنام
غمامة صغيرة أمطرت في كفي
ونبتت من بين أضلعي ملامحك
وقصة قديمة نسيت أن تدسها قبل الرحيل في يدي .

...
كأنني رأيت في المنام أنك استفقت من عنادك
وحللت كالغيوم ، كالحمام ، كالهديل ، كالهدير
واقتلعتني من أرضي
لأضلعك .
 
نشرب قهوة ثمنها أغلى من ثمن وجبة لفقير عند من يمول اليهود العتاد والذخيرة .. ونرفع أيدينا إلى الله أن انصر غزة وفلسطين .. لن يستجيب الله لنا
يا قبلة مسكت كلاليبها في الروح
كشمس مسكت في تلابيت
الأرض عطشانة
والغيمة ،،، عشق
هذا ماحدث لخالد .. ركب البحر .. ابتعد كثيرا ولم يعد .. الماء يعشق كل شيء عذب .. لهذا لم يعد إلي حبيبي .. أخي قال لأمي ليهيؤها لاستقبال كل هذا الغياب : يا أمي ، إن سافر عنك خالد لبلاد بعيدة وغاب غيابا عظيما فماذا تفعلين ؟ قالت له أين خالد ؟ فبكى . نكس رأسه وبكى .. هناك اشتعل رأسه شيبا ..
كانت أمي تبكي كثيرا هذا المساء ، وكأن بها تذكرت ( أسماء ) التي رحلت دون أن تودعها فما كانت لتعرفها ، فأمي نسيت كل شي ..نسيتنا كلنا ،حتى أنا . لا تعرفني برغم أنها تحبني كثيرا .. لقد تخلت عن ذاكرتها لكي لا تبصر ( أسماء ) وهي تموت بالخطى الموجعة ,,,, ، أسماء رحلت غريبة جدا ، أكثر غربة من الصمت وأكثر غربة من أهازيج الليل في فم ثكلى .. وأكثر غربة من عيوني الآن وأنا أذرف الحزن لتتراءى لي أبجديتي حقلا من نار .. رحلت بعد أن بكت كثيرا أن رحل أبوها دون أن تودعه ، فرحلت هي دون أن تودعها أمها .. رحلت دون أن تقول شيئا غير كلمة ( أمي ) اعتنوا بأمي جيدا .. ونظرت إلى الله ليومين ثم غابت . غابت .
( أسماء هي مريم ) لا تشبهها بل هي ذاتها ،
فقط تشابه أسماء
( فيني حزن ) لا يختلف عن الموت كثيرا
صورة طبق الأصل
الفرق فقط أن الموت لا يبكي ... يأتي ساكنا ويرحل صامتا ويندثر بالنسيان ...
والحزن يتجدد كالغبار .. لا مناص منه

وصاخب كآخر قصة بكاء لأمي .
كيف يتسنى للنار أن لا تنطفئ برغم إعصار الدمع ؟
من منح الدمع ظل ، ومنعني أن أتفيأ ظله ؟!
من أمر القلب أن يصير وعاءً لقصة لا تصلح لحكايات المساء ؟

كيف استقال الحزن من منصبه...
ليصير وجعا هائلا لا ينهدم عرشه !!

كيف تجرأ العيد أن يدخل بابي دون أن يحمل لي أمانة الفرح ؟
وقد كنت قد شرّعت له كل الأبواب
لأحظى بالغنيمة الكبرى
فوقعت على ظلال مجردة من قصة مبتورة الأطراف .

( لأسماء أغني ليلتي )
الدنيا لا تعرف السُكر
الذي اخترع النبيذ
كان ملعونا بالذكرى
وبأم لم تعلمه فنون النسيان

.الدنيا لا تعرف الغناء
الذي اخترع الغناء
كان حنجرة خرجت للتو من حفلة بكاء

.
 
ظالم من نعت الحزن بالقتامة
وجعل للمآتم رداء السواد
الحزن لا لون له ولا طعم ولا رائحة
سوى المرارة


.
الحزن ليس أسودا
ظالم من نعته بالسواد
الحزن أبيض
أبيض
كبير وأبيض

.الحزن صارم جدا
لا يخرج
إلا إذا نكسنا له الهامة
ظالم من نعت الحزن بالقتامة
وجعل للمآتم رداء السواد
الحزن لا لون له ولا طعم ولا رائحة
سوى المرارة
منذ زمان طويل لم أذكر الله كما ينبغي
ولم ألجأ إليه بشدة كما كنت أفعل
لهذا اشتد حزني

( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) صدق الله العظيم
نتشبث بالحياة
ونطارد الخطيئة كــ / ضالة
وحين تمتلئ بطوننا بالملذات
نطالب الإله بالرحمة
وننتظر العفو والعافية

...
دون توبة تجعلنا مستحقين لها
الحزن لا يبعث المطر
الحزن مطر
الحزن ماء
الحزن غيمة وسماء
كان يغني لي
وكنت أداعب غيمة
تمطر في الحد الفاصل بيني وبينه

حكاية بيضاء كحماماتي الحكيمة
كنت هذا المساء أتتبّع الكلام
لا صوت يغريني بالحكاية
وأتأمل منضدة ليس عليها ما يغريني بالمكوث
كنت أصاحب ثرثرة لا تصل لمسامعي
وأرواحا بدأت تختلف عني...

شهيتي كانت تتجاوز حدود المنضدة إلى حيث الساكن بجواري

منضدة لا يجلس عليها رجل أتمناه
منضدة فارغة من النهاية
كقصة ( دهشة )
لا ليل عندي لا نهار
لا اختيار أن آتي
أو أن أرحل تائهة .. كنجم في مدار
قال لها الطبيب : لتكوني بخير ؛ اعشقي ؛ ابحثي عن رجل يتقن الحديث الصامت مع أناملك بينما يقود سيارته
رجل لا ينسى مساءاتك بعد وجبة الإفطار
رجل ليس لديه القدرة على الرحيل أو إسدال ستار تقفين أمامه
اختاري رجلا حقيقيا ؛ لتكملي الحكاية بعد الألف بحكاية حقيقية
اعشقيه كثيرا وكثيرا ...

حاولي أن تستزيدي من عينيه
ارتشفي روحه بنهم أكثر لتطيلي من عمرك برهة أخرى من الزمن
موتي فيه عشقا لتزيدي الدقائق و أيام بقائك
استدعيه كل دقيقة لكي لا ترحلي فقيرة كالساحرة الضريرة
موتي بين عينيه
موتي بين ذراعيه
غيبي في عينيه وهو يسقيك عشقه لكيلا تموتي عطشة كلبلاب الردهات الـ...منسية .
ارحلي وأنت مؤمنة به واستقبلي قبلتيه

هل قال الطبيب كل ما لديه ؟!
صمتي كلام . كلام كثير يكاد يقضي علي .. وحروفي لا تسع المساحة الفاصلة بين الصمت الهائل والفكرة المتوارية .. حتى الكلام صمت أخرس لا يجيد الوصول .. لم أعد أنا .. هناك شيء توارى فاختفى .
لأقول شيئا مجديا يشبه وقار الليل .. أو بهيا كــبهاء الصباح .. شيئا ثمينا كخاتم أمي العتيق .. أو مبكيا كسرير أسماء الخالي .. أو مفجعا كغيابها العظيم
لأقول شيئا كحضور غاب عني .مفجع أن نلج بابا كان يصطخب بالأحباب ، بأصواتهم ، بأنفاسهم ، حبهم مشاكستهم غضبهم فرحهم كل شيء كل شيء .. ثم نلج من نفس الباب...
بعد زمان لا نجد كل هذا .. لا نجد سوى باب .
كانت الدرجات يعلوها الغبار لا أثر لنعالهم ، لا أثر يدل على حياة ، بكت الأبواب لاستقبالي ، سكنت الجدران ونكست حزنا .. لم يجبني أحد حين ( ندهتُ ) على أحبابي .
قال لي صديقي : لا تشعلي الرماد من بقايا الأمس الرميم الذي لن يكسوه إلا لحم النسيان .
قلت : لا نشعله لكنه يشعلنا ، إنه يمسك بتلابيبنا بثيابنا بأصابعنا بأرواحنا ، يلهث خلفنا كــ عار وخطيئة ليس لنا يد فيها .
ومن يأمن الرماد !
الذي يشبه الحزن النائم على نيران الأمس .
هذه الليلة مجنونة
الصمت يصرخ من حولي كــ مجنونة استعارت الريح حنجرتها
فهوت على فقد
أنا أيضا صنعت شيئا لغزة
نظمت قصيدة
وقلبت رأس الصفحة .
ق . ق . جدا
عانقها
ارتشف حنينها
وأقفل الكتاب .. تعثر بالصفحة الأخيرة

...
إنه لا يحب النهايات .
قالت له : خبرت الكثير من الرجال عن قرب . ما كانوا سوى ورق .
قال لها : وأنا ؟
أجابته : كنت أنت المِداد .
أحتاج كتفا حانيا
يحمل عني أوزاري .
يعجبون من نظرتي
يقولون : ( مافيها فرح ولا حزن )
إنهم لا يعرفون لهفة العاشق
ويتذمرون من الجنون .
عندما ترحل الأخت
تأخذ معها نصف حيويتنا
ورغبتنا بالاستمرار بالحياة .
أحببته
ليس لأنني شئت
ولكن لأن الله شاء
لا تكتبوني
لن أعود
إلا إذا استقالت الغيمة السوداء عن سمائي .
كم هو بشع أن يترك الليل صداه في الأنحاء
ونحن نائمون
غافلون
راحلون
حينما تلتف بنا الوحدة
وياخذ منا السأم كل مأخذ

لا نتوانى عن ارتكاب أي فعل أهوج
أو تصرف أعوج

...
لنداري انهزامنا .. أو لنملأ فراغات الزمن المحيط بنا
وبعد أن نستيقظ نبدأ في البحث عن قرابين الندم
ولا نجد كبشا صالحا للقربان .
انتهت عذاباتك يا أسماء
ورحلت باسمة
هازئة بالدنيا
وأنا
ما زلت أتجرع عذاباتي بك

...
لقد شوهتني كثرة البكاء .
لم يبق لي سوى جدار وكتابة ..
فكيف لو هجرتها سأعيش على متكئٍ واحد !!!
يدي ستظل طليقة بينما سيُخرج لي الجدار لسانه مستهزئا .
عندما كنت صغيرة .. كنت أجلس كثيرا على عتبة باب الدار .. أنتظر فارسا يشبه أبي
وما جاء الفارس .. وما زارني يوما أبي
 
لماذا الرجال هنا منهكون من التعب
من الحزن على الوطن
من الأسى وأشياء أُخَر
والنساء عاشقات ؟
وكيف أسافر عنك ؟
وعيناك مسقط رأسي
لأي شتاء اغني
وأنت السماء وأنت الغمامة !
حينما لا تكون
تفرغ كل الأمكنة
فلا تعتقل الفرح بين أصابع قدميك الراحلة .
يكفي
تعال
أَوَلا تفهم حاجة الحبيب إلى حبيبه
حين يشتاق !!
وحاجة البحر إلى الأنهار حين يعطش !...

وحاجة النار إلى الهواء حين يخبو ؟
وحاجة الليل إلى النهار حين يتعب !!!!
حدوث الحب
يشبه حدوث موسم غيم
في غير أوانه

.
حدوث الحب
يشبه إطلاق أسير نسي تقاطيع وجه أبيه وأمه
ووجد تجاعيد حنينهما أول ما كان في انتظاره

.
حدوث الحب
يشبه عودة طيور الهجرة إلى أعشاش الوطن
لم أعرف أمي جيدا . إلا حينما بكت لأول مرة بسبب عقوقي .
لن أغفر لنفسي ما تقترفه من سخافات
في النصف الثاني من فراغي .
قال لي : ماهي أمنيتك ؟
قلت له : أن تتحقق أمنيتي الثالثة والأخيرة .
قال : اخبريني بها لأحققها لك أيا كانت .
أجبته : كانت عصا ساحرتي قصيرة ، فلا تسعى في إزهاق الأماني .
عندما تمنيت أن أموت وأن أحلق عاليا تاركة خطاياي على دنس خطواتي .. راحلة عنها إلى حيث أدري . غادرت هنا وأسندت رأسي على ظهر أريكتي وأغمضت عيوني جيدا .. وكنت أعلم أن لي أصدقاء هنا لن يدعوني أتمرغ في يأسي وأنهم سوف يشدون من أزري حتى لو بالعبور لناحيتي . ولكنني من شدة الخزي لم أشأ أن أقرأ شيئا يعيدني لصوابي أو يجعلني أصحو من حقيقتي أو هذا الخراب الذي أحمله كوشم عار على جسدي ، والذي يجعل الحياة لا تنفك تسخر مني وتقهقه عاليا ناعية خيبتي . أغمضت عيوني وأنا مدركة أن أصدقائي يقفون بانت...ظاري كطود يمنع السيل عن إغراق المدينة الفاضلة في عيونهم . أغمضت عيوني وأنا أبتسم متخيلة حبكم الذي أتفيأ تحته كظل ظليل لا يعبأ بانفعالات الشمس ضد القوس الراحل في سمائه . أغمضت عيوني محاولة أن أمنع سيل الدمع المسافر عكسيا إلى عنقي وجيدي ووسادتي ، أغمضت عيوني ودعوت الله ألا تمتد جذوري أكثر فأرضي تعتصر جُمّار القلب ، وتجعل من جذعي خطيئة تصعد نحو السماء .. أغمضت عيوني مستغفرة ولم أنم فلربما رحلت طاهرة كرؤيا في منام .
عشقك موج يهاجمني
وأنا شاطئ خالي

فترفّق
حتى لا تنحسر منهزما .
الشوق يغلفني
كغلاف هدية
لعيد ميلاد
لطفل مات .
أعجب
كيف أظل أسير في ذات الشارع كل صباح
ولا يعرفني فيه أحد !
وأعود منه كل ظهيرة
ولا أعرف فيه أحد !

الاثنين، 17 نوفمبر 2014

يا ضيفة المطر
خذي معطفي
تدثري بنيراني
الليلة حلمت أنني عاشقة
وكان يؤم بالنداء
أن اقذفي الحنين في الضلوع
وأرخي الستار
وأغمضي العيون باستتار...

واقتلعي ألأشواق من دثاري
وأهرقي الحنين
على عتبات أقدامي .. حين مجيء
وازرعيني أيكة لا تنحني لعودة
ولا يقلعها السكون ,, ولا إعصار غياب
اعشقيني من كتفي الأيمن نزولا لأضلعي الهوجاء
ونامي كحمامة لا تعرف التحليق
دون قفصي الصدري
الليلة حلمت أنني عدت كما خُلقت
امرأة كاملة النصاب منك
كاملة النصاب منك
الأنثى ضرورية ليعرف الرجل الحياة
والرجل ضرورة لتبقى المرأةعلى قيد الحياة
هو الآن ينام
هو الآن يعرفني
سيسألني في الفقرة العاشرة من الحلم إن كنت أذكر أغنيته
وإن كنت سأخبر رفيقاتي عن أمنيته
وإن كنت ألوذ ببيداء حنينه...

وإن كنت سأشتاق لصدى حنجرته
هو الآن ينام
هو الآن يعرفني
لا تكن صلبا كالجدار
ولا سائبا كالماء
كنت جذعا وسطا ينحني للريح هيبة
ويستقيم للسماء
أحتاج إليك
لا تسلني عن صمتي السافر
ولن أسألك عن عشقك الغادر
لا تسلني كم مضيت في غيابك
ولن اسألك المضي في دروبي...

لن أسألك الشتاء كيف يمضي بلا معاطف تدثر اللقاء
فلا تسل عن غاية البكاء
لن أسالك التماس راحتيك ؛ في مواسم الحرمان
فلا تسلني عن آية الغفران

أحتاج إليك
يستند العكاز في وهن دروبك
لينتهي الطريق
ويفارقك الرفاق .. وتنطفئ الآفاق
إلا مقلتيك

أحتاج إليك
كان الليل يسرقني
كما فعل قبل عامين
حين كنت أغزل الغربة ؛كرة من وهج
لأستدل طريقي

...
كان الليل يطربني
كما فعل قبل عامين
حين كنت أجوب أرصفة دبي
هاربة من سريري

كان الليل يقتلني
كما فعل قبل عامين
حين كنت أسند أسماء على كتفي
لأرضي ضميري
الطيور التي تهاجر تسلم ذاكرتها للشجرة التي ستظل قابعة في انتظارها
لهذا هي غالبا ما تعود
والريح التي تسافر تأخذ معها رائحة كل ماتمر عليه
...
لذلك فهي لا تكون بحاجة إلى أن تعود
الرياح تتعب ظلالها كثيرا
فهي لا تستقر على وطن
أقرأ خطوط كفي
أتتبعها
فأتعثر

فتسقط يدي
قبل عامين رأيت مناما غريبا
رأيتني أردد هذه العبارة :
(( الأوطان توقّفَ نموّها خارج سرب ذاكرتي ))...
وسجلتها

لم أعرف تفسيرا لها حينذاك
لكنني الآن تذكرتها إذ عرفت تفسيرها .
ومن لا يحب وطنه !!
حتى العاري الذي نسي الوطن أن يهديه ملابسا في عيد قارس .
يعبد وطنه عاريا
حبك وشم على ذراعي
أتّكئ عليه كثيرا
هذا الفجر حلمت بأسماء
ترجلت من سيارة جميلة
كانت كالبدر في تمامه
...
لكنها كانت صغيرة كطفلة غريرة
التفتت ناحيتي .. وهيبتني جسدها الصغير بطواعية المحب
احتضنتها بقوة حتى خشيت أن تتوجع بين ذراعي
قالت لي انظري . وأشارت بيديها الاثنتين إلى داخل السيارة
كانت مليئة بأشياء أحضرتها لي
قالت : جلبت كل هذا لك
وأيضا سوف أخبر أخي
ألا يقهرك
.
لم أكن أعرف كيف يموت الجمال ولم أكن لأصدق ؛ حتى مات أخي
ولم أكن أعرف أن الكبرياء يموت حتى ماتت أسماء
آمنت بك ربي
صنعت حاجزا من الماء بيني وبينك
فإن اقتربت غرقت
وإن ضمئت اقتربت
أعيش في برزخ قلبك .. لا أنساك ولا أصلك
تعيش في قلبي موجا .. يعذبني مدك وجزرك
ماتبي نهاري ! ما ابي ليلك
حتى لو ينطفي كل ناري
حتى لو اتحول جليد ذايب بــ كف العمر
ما ابي عمرك وانت بايع احلى سنين عمري
ما ابي اشيل همك وهمي في قلبك ما يسوى ذرة رمل
ما ابي قلبك اللي كان اغلى من العمر
ما تبي اتداوي جرحي ! اصير لك جرح ما يندمل
نار تحرق في جوفك قهر
نار تحرق
نار تكوي
نار للابد ما تنطفي
أخبرتك سلفا أنني أحبك جدا .. وأنني أشبه ملامح قلبك
وأنني بصدد شد الرحال إلى مرساك
فضربت النوارس بأجنحتها عرض البحر
فأرعدت وأبرقت
وأمطر البحر على سمائي
تصبحون على خير
سوف أرحل باكرا هذا المساء
عندي حكاية عجلى بشكل الماء
ينساب على صمت الحجارة
وعندي قصة قاتمة مات سيدها ...

على سفح المنارة
وعندي لؤلؤة بيضاء
استقرت في موضع القمر الهزيل
وعندي هامة لا تنحني
طالما أرنو إليك
السطور تقشعر لدغدغة المعاني
والأشواق تستعر بين أحضان الضلوع
ترجلت من سيارتها مستاءة من طول الطريق ومن التفاف كل هذا الكم الهائل من القيظ حول الطرقات تعبث نيرانه بالأرصفة وبجباه عمال النظافة الغائرة ..رمت بمفتاح السيارة في حقيبتها وهي تسرع الخطى لتقترب من ظل .. أحدث الباب صريرا مزعجا ، كانت المؤسسة باهتة والغبار يعيث في الممرات وكأن البلاطات قبور منسية ، واجهها عدد من الموظفين الذين اشرأبت أعناقهم ناحيتها ، أمر طبيعي أن تشرئب أعناق الرجال إلى الأنثى الوحيدة في المحفل .. سألت بهدوئها الذي يسبقها عادة : السلام عليكم ورحمة الله ، حضرت بش...أن هذه الورقة ، وتحتاج إلى ختم المدير فأين أجد مكتبه ؟
أشار إليها أحدهم أن أخرجي من الباب المقابل ثم اتجهي إلى أول غرفة على اليمين .
اتجهت عجلة وهي تأمل أن تحصل على ختمه وترحل ، أشار إليها بالجلوس بعد التحية ، وسألها عن مرادها ، وثم . راوغها بشأن الختم وصعب الأمر عليها . جادلت حول الأمر ( أيضا بهدوئها المعتاد ) وابتسامة ساخرة لا تخفى على كل ذي لب . أفهمته أنها زميلة له في نفس المجال ، وأنها تعرف القوانين وأنه وأنه .. وهو شارد في حديثها كأنه مفترس ضال وجد رائحة فريسة .
تحدث طويلا ، تأففت في نفسها ولم تبدِ ذلك ، وخلعت نظارتها ورمقته بنظرة غائرة .
قال لها : القوانين لا تسمح ولكن لأجلك سأتجاوز القانون ولأجل عين تهون مدينة . قام بنفسه من مكانه ، نسي أمر العامل والموظفين والجرس . وعاد وفي يده الورقة دون أن يعلمها بأنه أنهى إجراءاتها . طلب لها قهوة وماء وحديث بدأ دون انتهاء .. وبعد ساعتين من الخجل والضجر ورغبة عارمة منها في كسر قدح الماء . وهو يكاد أن يسرد عليها تفاصيل حياته . سألته باستعطاف :
ألن تنتهي إجراءات طلبي وتمهر الورقة بالختم ؟
ابتسم بخبث بالغ ووضع يده على الورقة وقال : ورقتك جهزت من الدقائق الأولى ولكن الحديث معك عرقل الرياح
نهضت . وهي ترمقه بأسىً بالغ
أخذت الورقة على عجل ، لبست نظارتها ، حيته بابتسامة تعبر عن احترامها لذاتها لا لذاته

ركبت سيارتها . خلعت النظارة ، ونظرت إلى وجهها في المرآة
ثم بلا دمعٍ بكت .
ليل ونار وجلنار تبحث عن حب تاه منها في سوق النخاسة
وحبيبها وَجِلٌ يرقب السعر الأخير ، من يزايد في عيون عشيقته
من سوف يرفع سعرها ويجلو من تحت بشرتها عروقها الزرقاء
ألف وألفين وسبيكة حمراء
أو يفض الجمع بضربة على طرف المنضدة الرخيصة...

اجتمعوا على إعلان المزاد ، على ثوب أميرة
والأمير مكبل يبكي ويرثي عاره
رأسي يوجعني ..
وصداع يدور كالرحى فوق عيوني
أرغب في الابتعاد عن رأسي
كليلة عظمى من العشق
اندست عن عيون التمني
حائران أنا وأنت
تحت غيمة واحدة
لكن
في سكة غريبة
لا أعرفك...

ولا تفهمني
ابق لأجلي لأبقى لأجلك
اعطني حياة ،أصير لك عمرا
كن لي سراجا أصير لك نهارا
كنت أتتبع نجمة فاضلة
لم تتعرف رائحة الأرض التي
غيبتك الآن عني
وكتابا قصة العشاق فيه
مركونة على السطر الأخير...

كلما أنهيت صفحة
انبثق العطر على الفرش الوثير .
........
كنت أتتبع ليلة أخرى
ستنال الآن مني
في وضح الصبح المعتق
برذاذات التمني
مابرأت من علة الظٌلَم التي
غيبتها آية الإسراء عني
........
كنت أرسم العطر على نافذتي
كفراشات أميرة
بجناحاتٍ وثيرة
وشموسا تنجلي مسفرة في وضَح الصبح
كعذابات الفقيرة
........
كنت أجلوك عن طريقي
بالتجني
والتدني
كارتخاءِ إصبع الحادي عن قصب الناي المجوف
كغيابك حين تجفوني كما القمر المحدب
في الربع الأخير .
( أحبك جدا .. يا قصيدتي وحكايتي ومواويل أيامي )
...

تستقر كقطة أليفة تحت أقدامه
تمسك بيده اليسرى ، بينما يرتشف بيمناه سيجارته ...

تلعب بأصابعه العزيزة
تعدها عقلة عقلة
تضع رأسها على جوفه ، تسمع نبضه
تمسح بوجهها قميصه وعطره وغمامة دخانه
تعشق كل شيء فيه ، حتى صمته .
......
يطفيء سيجارته
يتخلص من كل شيء في ذهنه ، سواها
تقترب أصابعه من شعرها ،
إنه لا يقول شيئا
لكن أصابعه تحكي لخصلات شعرها كل الحكاية .
فيها كلام كثير أكثر من حجم الماء على الكرة الأرضية ، تتلاطم فيها الأفكار كالأمواج التي تغرق في بحرها وتنهض من جديد لتعيد الكرة .
أثارها صوت كعبها وهي تسير على أرضية الشرفة المقابلة لها .. ترمق الأرضية الباردة ، لا شيء ، لا أحد هناك .. الفكرة فقط هي التي تغلب الآن على كل ماعدها وبياض عار لصباح جردته الشمس من عباءته . تتأمل ظلالها الباردة .
انتظرت لربما قالت لها شيئا لكنها ليست هناك إنها في داخل ذاتها ترقص رقصة الغياب في كينونتها العارية الآن في واجهتها .

...
لم يعد بها رغبة في الولوج إلى داخل الدار ،فالأركان نظيفة جدا من الأرواح التي غادرتها ، لا أحد غيرها يسبر أغوار الحزن الذي يعتصرها . والوحدة التي اختارتها طوعا وبكامل إرادتها .
وقفت زمنا لا تذكر مدته حتى خالت نفسها تجردت من آدميتها لتصير أشبه بالجدار الذي يقابل ظهرها .
لا تقول شيئا
لا تتكلم معي حتى سرا
لكن مرورك ببابي كفبل بإيقاظ العنادل التي أعدت لك أغنيات العشق في صدري
كفيل أن يجعلها تصدح باسمة في سمائي
كفيل بأن يجعلني أنام قريرة ...

أعد حلما فاخرا
وإن تبدد في الصباح .. أعيد ترتيبه من جديد
.

إن كان واقعي فقيرا فلي أحلام تبني صروحا لا تزول .
إني متعبة
ليس من أحد منكم
وليس مني
لكن الجدار الخامس يموهني
تعتريني صلابته...

فــ أخدع الدرب المؤدي إلى نهايتي
وأتمم حكايتي
وأجمع كل الحب الذي أحمله في صرة على ظهري
وأذر الرماد على بصيرتي
وأرتد إلى حكايتي الأولى
التي هزمتني
.
إني متعبة من السبل التي تأتي نهاياتها أبدا هاوية
أتشبث بجرفها
أمد يدي إلى الراحلين عني
ولا يرتد إليّ سوى صرختي
.
إنني مسهدة
فقد أنهيت خدمات الليل
وجلست على عتبة الصبح
أزدري قصتي
وحكاياته الأثيرة
الغالية على قلبي
وأغص بنهاية
.
إنني هاوية
سحيقة جدا
وصلدة جدا .. كلما جذبتني قيعانها
أغمضت عيناي ومددتُ إلى الله يدي .
ليلة البارحة كنت غريبة عني
خبأت زاد الليل في مرفأ آمن
ونمت قريرة

أثق بالمرافئ التي لا تحتفظ بذاكرة المارين
كنت أخرمش الجدار بأظفر الترقب
أنظر ناحيتي
ألمح ناحيتك
الحزن مالح . عرفت مذاقه من مذاق الدمع الذي يهرول كل صباح
يسعى بنهم إلى شفتيها
يفضح جريرتها
حدوث الحب
يشبه حدوث موسم غيم
في غير أوانه

.
حدوث الحب
يشبه إطلاق أسير نسي تقاطيع وجه أبيه وأمه
ووجد تجاعيد حنينهما أول ما كان في انتظاره

.
حدوث الحب
يشبه عودة طيور الهجرة إلى أعشاش الوطن
كان صديقي ...الذي أحبه ويحبني
عمره ألف عام و حكاية
كان يجلس في الطرقات المؤدية إلى وجهتي
يشبه صورتي .. عيناه من بريق . وشِعره قصيد
يرسم على الطين صورتي ...

يهديني طائرة مسافرة ... من ورق
يحفظ لي أصدافي ومحارتي
ينحني
يقبل جبهتي
كان صديقي ... قدري
هي ليلتي الأخيرة
فلا تبتئس يا صديقي
ولا تقلب في أوراقي بحثا عن وجهي
فالطرق لا تعود أدراجها حينما تنحني
الوجوه لا ذاكرة لها...

والأعين لا ترى ما لا تراه
والقمر لا يقهر الضياء
الأقدار لا تنصفنا عادة
فلنباغتها في صميم ذاكرتها
وننساها بإرادتنا
قبل أن تنسينا طريق الرجوع

عد أدراجك إلى يومي الأول
وقصيدتك الأولى
عشقي المترع وحنينك الزاخر
واختم بالسلام

والسلام على من اتّبع القلب واتّبعه
( ثرثرة زائفة )
لا تبكِ عند أبتر اليدين
ولا تشك همك عند معتقل الساعدين
كان كل شيء يحمل صفة المرارة
ابتداء من روحي إلى أخمص صبري
إلى النوافذ المشرعة ... تهزم يقين الريح
البارحة كنت أطبطب على قلبي بجريرة جديدة
وأبكي حلمي بحفلة نسيان وغيبوبة
وأرحل عني عن عمد ، إلى خطيئة
...
تُدعى ( وهم )
إن تلفت حولك يوما ولم تجدني
اسأل عني الغيمة السوداء التي استبشرنا بزخاتها
اسأل وجع الطرقات التي احتضنت خطواتنا
اسأل المقاعد التي شهدت حكاياتنا
واسأل فناجين القهوة والصباح ...

اسأل الشرفة التي شهدت الرشفة الأولى

...
اسأل الحمائم التي كانت تطير باتجاهاتنا..وكأنها ترعى وتبارك عشقنا
اسأل الحنين الذي كان يتربص بنا كلما شكونا وجع الفراق
اسأل صبري عليك واسأل نكرانك
اسأل عشقي الكبير لك واسأل نسيانك
لم أعرف أمي جيدا . إلا حينما بكت لأول مرة بسبب عقوقي .
للعشق طقوس
أولها اعتناق
وآخرها عبادة
قلبت فنجانها في طبقِه ، رغم أنها لا تؤمن بالتجاعيد الفاضحة على جدرانه ، ولا تؤمن بهوس البشارة لعاشق أمسى يقبّل من شدة الوجد جداره .
رمقت الخطوط الفاصلة بين بياض الفنجان والبن المتعرق ينتظر من يفك طلاسم انهماره .
قالت لحمدة المنشغلة بدوائر الدخان تتبعها لتعرف قعرها :
تتبعي حظي . تأملي قهوتي الفاضلة .. هنا أقف على سور مقبرة ، أنتظر نسيما وعدني أن يأتيني برائحة غالي .. وهنا سواد متكتّل ، والسواد سؤدد يا حمدتي ، وهذه الخنادق تتبع مسقط رأس قبلتي ، ربما تنبئني بقصة عشق متفرعة الأشواق تنهل من ريق نهمي .. وهناك فراغ هائل ، هنا حيث مواعيد نسينا أن نوثقها ضمن أحداث فرت من ذاكرتي .
حمدة ... حمدة .. حمدة لم تكن معها ولا معي ، لم تكن تعي سوى تتبع حلقات الدخان فوق رأسي .
لقلبي نبض
يسافر عبر بحارٍ

إليــك
فيهوى لديك .
اشتقت إليك
فمنذ زمان بعيد لم أعبر جسرك القمري
لأستضيء
ما عشقــــت النار إذ عشقتــــك
فكيف اكتويت !! بنارك أم بــ ناري

السبت، 15 نوفمبر 2014

أحبك
كما الليل يحنو على الفجر
يتهادى رويدا رويدا
ويفسح
كما النار تحنو على الريح ...

تخبو
تصير رمادا
كما الأصل يحنو على كاهل الأرض
يصير ظلالا
أحبك
ولا أشتكي منك شيئا
لأني أحبك .

الجمعة، 14 نوفمبر 2014

إنني لست أنا هذا المساء
إنني أغرق في كينونتي .. كالماء
الأرض تزحف نحوي
كعاهر كسرت ساقها
على منصة مائعة .
...
الأرض ترقص رقصة فاشلة...

أمام حضور أعور
يرى من جهة واحدة .
...
الأرض سائبة
لا تستقر بين أصابعي
وأنا أدور في الحلقة ذاتها
أضرب بكفي أقدار الهواء
ويدعون أنني مجنونة .. ظامئة
ليلتي غريبة
كوجه أم
لم تر أبناءها
منذ أعوام عديدة
أتعجب دائما من ثقافة الصور التي يمارسها الشباب بكل ابتذال لأخلاقياتهم ، فالمرأة تخرج مكشوفة الوجه ويراها الجميع ، كل الأغراب بإمكانهم أن يروا وجهها ويديها وشكل جسدها حتى وإن كانت من خلف عباءة . وإن لم يحدث هذا في مجتمعها فيحدث بكل بساطة إن سافرت أو غادرت مدينتها ، وبرضى الأهل غالبا . وبرضى هذا الرجل نفسه مع أخواته ونسائه ، هذا الرجل نفسه الذي ربما لا يتوانى عن فضح صديقة له عرضت له صورتها ليراها كما يراها كل العالم في الشارع و السوق وغيره ، وترى أن صديقها ربما هو أولى بأن يراها ،
.
رجال يرون أن خروج المرأة أمام الملأ هو أمر عادي ، وأمام السائق أمر عادي ، وفي المطار و الطائرة بين مئات الرجال أمر عادي ، وإن أظهرت صورة لظفرها ونشرته هنا أو هناك أقاموا عليها الحد ، أقاموا عليها القيامة . المشكلة إذاً ليست في صورتها أو شكلها ، المشكلة في ضمائرهم التافهة .
.
عقول دنسة دنيئة . أحمد الله أنني لم أصطدم بإحداها .
ومازال غبار رحيلك عالق بثيابي
كلما نفضته عاد يغشاني
أحبك
يا نائما فوق وسائد انتظاري
ها أنذا أعود كما بدأت
أكمل دوائر الغياب
ودوائر الصمت
ودوائر أحسب بها أحرفك

...
أحبك .. أكتُبُها هنا .. فعندك ماعاد لها متسع .
كما أتتبع حرفه
كنت أتتبع ميلاده
كان يكبرني بعام واحد
ويشاركني في شهر واحد
.

...
ويشبهني بعام اليأس
الفيصل بين الصدق والكذب
هو الحقيقة .
الفيصل بين الحب والكره
هو الوفاء
الفيصل بين رجل ورجل
هو المروءة
أنا أوتاد فقط .. لست هيفاء ولا عفراء ولا مريم
ولم أحمل كنية أخرى سوى كنية القصيدة قبل أن تستيقظ
والحرف قبل أن يشتعل
والسطر قبل أن يرتحل في عيون المدى

...
أنا لا أحمل وجه كل النساء ... ولا أشبه أجمل جميلات الأرض
أنا أشبه الوجد المتكئ على ظهري لا أراه ، ولا هو يراني
أشبه الشوق النائم في سباتي لم يتعلم مهارة النهوض بليلي
أنا لست ليلى .. لهذا لم يحاول أحد أن يسرق النار من أجلي
لست عبلة فيذكرني ...حبيبي في ساعة الوغى كتميمة انتصار

لست صاحبة الحكايا الألف والحكاية ، لأسهر على زند الهناءة
لست أميرة من أساطير الغبار . لست نائمة بانتظار قبلة على جبيني

أنا أوتاد ، لست نجلاء التي غابت في عيني .
حينما فقدت شقيقتي عقلها . قبل أن تموت المرة الأولى ( فقد ماتت مرتين ) نعم حتى الموت جربته .. لم تبق لها الدنيا شيء من أوجاعها ولم تذقه إياها حتى الموت أذاقتها إياه إمعانا في تعذيبها .. كل مافيها كان يئن ، والموت والحرق ، النار ، الزمهرير ، حتى حبيبها الأوحد حرموها منه وفرقوا بينهما .
. جعلوه يرحل ، وجعلوها تموت .
حينها كنت أبكي كثيرا .. عشت أهوالا من الأحزان فاقت قدرتي ، حتى أنني تعلمت لمَ الخنساء فقدت بصرها حيث كنت أشعر بانتهاء عصارة الدمع وأشعر بالضغط الهائل على قنواتي الدم...
عية تجعلني أبكي دما على جد قولهم .. بعد استنفاذ ذخيرة الدمع .
وأكثر ما كان يبكيني أمران : أحدهما أنها من شدة أهوال السقم والمعاناة والمرض وقبل أن تفقد عقلها ألما كانت تستغيث بربها : ( ألا أريد شيئا يا رب ، حتى الجنة لا أريدها فما عاد لي قدرة على الصبر . فخذني إليك يارب ).. برغم كل إيمانها الذي أذهل الصالحين ارتمت متهالكة على جدار الحياة واستغنت حتى عن نصيبها عند الله من بعد الصبر علَّ الله يرحمها .
والأمر الثاني الذي أودى بسعادتي من بعدها : أنني وصلت إلى مشارف الهزيمة يأسا من شفائها .. حتى آخر جملة صحيحة قالتها لي وهي تبكي ( أنا تعبت ) قالتها وهي تنظر إليّ كجثة تدب على الأرض باكية كليلة . لم أعرها جوابا ونكست رأسي . وفوق هذا تشاجرنا وخرجت من عندها ، نعم ، ما كان بي قدرة على مواصلة الصبر معها ، على جراحاتها ، كنت قد بلغت من اليأس مبلغا ماعاد يجدي معه أي أمل . وخاصة مع رفضها التام لتلقي أي علاج والذي جن جنوني بسببه .
ليتني مسحت على رأسها حينها . ليتني عانقتها ، أخذتها إلى صدري وهي في قمة الذل والوجع والآه ..
.
بعدها .. فقدت عقلها ، وما كانت تردد سوى اسم واحد هو اسمي ، لم تكن تنام أو تأكل أو تعرف شيئا غير اسمي ، كانت تستبدله بالآه ، تتوجع فتذكرني فتزيدني وجعا . ثم ماتت للمرة الأولى ، أذكر كنت أقود سيارتي وأردد : عاشت عاشقة وماتت مجنونة ، وأذهل من البكاء .
.
هي ( أسماء ) التي ماتت ثم عادت ، وظلت مع الله لشهرين لا تنظر إلينا إلا باسمة . ثم رحلت بهدوء . في لحظة رحلت . كفراشة الحقول رحلت .

الخميس، 13 نوفمبر 2014

الجدران البيضاء عادة تدخل في نوبة من البكاء
فحينما ننام يقتلها الظمأ
علقوا في جيدها أيقونة الحكايا
علقوا وردة هنا في زاوية الصباح
ولوحة هناك في ناحية المساء...

أوصدوا الباب المؤدي للإياب
والكوة العظمى من الغياب
لا تجعلوها صارخة من النقاء
تلعن أزمان الهباب
الجدران البيضاء ماكرة
تفتعل البكاء حينما أنام
أطفؤوا الأنوار في مسائي
وأوقدوا الشموع لاشتياقي
واقرؤوني بتأنّي
فإنني لا أعود أدراجي على السطور
لنخلد الان إلى الغياب..ونغمض أجفان القلب..ونعد وسادة الغيم..وننفض الحزن ثلاثا...ونكبر الله ثلاثا...وننام على زند حمامة من ضياء .
أفسد طمأنينتي بانتشاء عطرك .. انشره رذاذا على وجه مساءاتي .. أو اسكبني مطرا في قارورة الليل على شاطئ مترف خالي .
سوف أجلس هناك كعادتي في أحلامي ألعب بالرمل البارد ، ألثم أحزان اليم بقلبي .. وتأتي من خلفي ظلالك تتبعني
تجلس ملاصقا لي لا تنظر أبدا ناحيتي
نتحدث كثيرا وطويلا حتى الصبح الآتي...

ثم ترحل عني دون أن تلتفت يمينك ودون أن أعرفك أو أن تعرفني
شيء جميل سوف يحدث
يشبه ذلك اللقاء
السافر
وذلك المساء
الهادر...

وذلك الموج الذي . اصطخب في عيني
وأغوى مركبك
عيونك السوداء
تشبه مدينتي
ليلة حملوا قلبي في صندوق باتساع قبرها
وأهالوا عليه أوجاعي
....

عيونك السوداء
تشبه مدينتي
ليلة أعلنتُ الحداد على أرصفتها .. ولزمت داري .
إنني أذوب في المطر
لست سماء
لست شجر

أنا قطرة من العناء...
وغيمةُ من كبرياء

تنحني لهامتك .
كم زهرة بقيت لم أزرعها في جداري !؟ كم لون كم عطر كم حكاية ؟
ليكتمل ثأري للأرض ..!
لم أكن نائمة
ما كنت سوى ماء على كف يمامة

كنت أرتاد رحيقك
كشجرة جاثية ,,, تكتب قصة النيران للأرض...

بأوتار غمامة
كنت لأكتفي من الليل بسويدائه ..
فغدر .. بسياط الفجر
أنت هنا . وأنا لست عندك
ألقم جدراني حنيني
والكثير من خيباتي

أنت هنا...
وأنا أمرق كالمجنونة على دارك
أحلم بليلة أخرى تهابك
أحلم بحياة جنسها أنثى
دثارها ثيابك
كأن القلب قمر
لا أحمر ولا أصفر
كأن الليل حجر
لا نائم ولا يضجر
كأن الشوق سقر...

لا يبقي ولا يذر
قلبي ينبض عكس أزمانك
نعم كنت أحبك جدا ، قبل الباب الأخير ، والفرحة الأخيرة التي فضحت ما بي .
نعم كنت أحبك جدا
قبل أن تنفصل الحروف ، لتصغر قصتي ، ويتضاءل الحلم الذي أودى بملامحك في ذاكرتي . نعم كنت أحبك جدا ، قبل أن أستفيق وأتذكر مقولة عرافي : أنك لا تصلحين للحب ، ووقفت أمام مرآتي لأصدقه . فقبلت جبينه لشدة صدقه .
قال لي كلاما كثيرا ، أذكر يومها كيف دفنت عاري في الوسادة وبكيت كثيرا كثيرا ليلتها ، وفي الصباح أذكر كيف كنت أتحاشى مرآتي ، خشيت أن أسمع تردد صداه : من هي أبشع امرأ...
ة في الكون
فيصطدم ظهري رعبا بجداري
لهذا نمت كثيرا يومها حتى أظلمت السماء .
ربط أقدامها بجنازير صدئة كانت منسية زمنا في مرآب داره ، طفح الكأس الأخيرة بعد أن بصق على أعتاب أقدامها ليزيده هوانا في نظرها فوق هوانه . عاد مثخنا بهزيمته ليجدها لا تكاد تشعر بوجوده سوى لتتحاشاه ، انهال عليها بوابل الشتائم ، أنه عليها أن ترضخ له ، أن تفهم غيرته عليها . وألا تكفر عن علاقتها بفسقه . وأن تحبه ،،،
بينما هو يحب زوجته .

أكره نساء الظل والهوان والدونية .
من زهر دمعي
تنبت أزهار العوسج

لهذا لا ألبس الأبيض يا نهاري
كانت تغزل خيطا من دخان ، مشروعها غيمة
وتغزل رملا من عبير ، مشروعها وطن .
بعد زمان طويل
أعود كما كنت
شبه جدار
وصمت يثار
وروح تعربد في ليلٍ تولى...

لصبح النهار
أول صورة لرجل التقطتها ذاكرتي الطفلة
كانت لأبي
كان يقف على عتبة الباب وكنت ألهو بالتراب
أعجب الآن
كيف كنت أعرفه ! أنه هذا أبي

...
وكيف قبلت بعد ذلك أن أناديه : أبي
سرا
فلم أجرؤ يوما أن أناديه : أبي
لا تكتبني
فأنا لا أجيد الفواصل في العلاقة
ولا تقرأني
فأنا لا أرضى باللثغة في الوصال
أسير على حد الماء
فيلهيني الزبد والملح
والموج المجنون
عنك

...
وأنساك عطِشة
الحب كروي كالأرض مهما دار ودار ، عاد إلى نقطة البداية دائخا من الدوران
واحتضن نواته
.
لم يعلمني هذا أبي
ورغم قلة الدروس التي علمني إياها أبي .. إلا أن ماعلمني إياه كان عظيما...

علمني كبريائي ، فأبي لم يرفع يده يوما علي
ولم تعلمني إياه أمي .. رغم كثرة الدروس التي علمتني إياها أمي
فهي أيضا لم ترفع يدها يوما علي ( فقد تركت مهمة ذلك لاخوتي )
سألت أختي الكبرى مرة : لماذا كانت أمي لا تضربني !!؟
قالت : وكيف كانت لتضربك وقد كنت في سكونك ملاكا أطهر من كف أمك !
لهذا عندما بدر مني تصرف غير لائق على سفرة الغداء في بيت أبي ، وحين قام بزجري ، كان ذلك بمثابة صفعة لي ، لم أنظر في وجه أبي يومها وخرجت من عنده عائدة لأمي دون أن أجرؤ على السلام عليه .

إن كنت ملاكا يا فاطمة فما الذي لوث طُهري !!
وإن كنا تعلمنا الكبرياء منذ طفولتنا ؛ فما الذي يجعلنا نبعثر كرامتنا تحت ظل أقدام من نحب !!!
هل الحب دائري أم كروي ينتظر ركلة ؟؟

شيء واحد بقي : هل ما زال الله يحبني كما كان يفعل وأنا صغيرة !!!
لا أندم على أي تجربة
فأنا بصدد الكفر بنصف الكرة الأرضية
من البشر
.
أعشق سبر الأقنعة ...

فالفضول في التوصل إلى الوجه الحقيقي
متعة فائقة
.
من يخبرك أنه أخوك وأنه اصطفاك لروعتك
اطلب منه أن يستدير أولا
اطمئنانا أنه لا يحمل لك طعنة مباغته من خلف ظهره
.
عندما ينتهي رصيد حبك عند أحدهم
اغلق رنين هواتفهم من ذاكرتك
لتنام مطمئنا
أحتاج عصا الأمنيات
أحتاج منها أن تعيدني طفلة
وتعيدك صبيا

وتجعلك أفقر مني
...
لأشتري لك حلوى .. أهديها لك ، لأجعلك تحبني .
قال لها مستهزئا : ليس فيك ما يحث على العشق ، لا تحملين سوى عينين لا تستحقينهما .. خلقت مسخا .. ولن تعيشي يوما كامرأة حقيقية
قالت : لم أعرك أقداري لتبتئس إلى هذا الحد من بشاعتي .
قال : قدرك أن تظلي كظلي ..
أجابت بصمت : الغمامة حين تجف ترحل . تدرك حينها حجم بشاعتها
و لا تمكث في استجداء الأرض
شد وثاق الحزن على وسطه ؛ عن آخره
لكن ؛ إن زاد وزن الحزن
تحمّله
لا تجرحه .
شدوا وثاق الليل حول عيونكم
ناموا
وقولوا للصبح :
هيت
لا تعبروا أوجاعكم ...

حول وسادة
لم تقترف إثما
غير أمنية وليت

.
يقولون : البحر معتاد على مائه ولا يغرق
فكيف غرقت في عشقك وفي بوحك وفي روحك !!
.
يقولون النجم ملتصق بليلائه ولا يسرح
فكيف نسيت أصحابي وأشيائي وعنواني...

وحفظت منها عنوان أبوابك !!
.
يقولون الوجد منشغل بعشاقه فلا يمرح
فكيف جعلتني يا منية الروح
بسمة ترنو لأهدابك !!!
أنا الآن في خضم الغياب عن أوج دروبك
وأنت الآن في خضم الارتياب من عوج قراري

وأكذب
وتعلم أني كثيرا كذبت
هناك كلمات أكرهها ورغم ذلك أستعملها ، كــ كلمة ( سعيدة ) و ( حينما ) ،
وأكره كاف التشبيه في بعض المواضع ، كالتي استعلملتها مؤخرا ، وأكره كلمة ( استعمل ) ولا أحب حرف الخاء ، والشين ، وأيضا بعض الأشخاص الذين نقبوا عن حقيقتي واضطروني إلى الكذب عليهم
.
وأكره ألا أكون كـ ليلى
وعندي من النار
ما يؤجج ليله
وعندي من الوجد
ما يستبيح قراره...

وعندي وعندي
وما عنده غير صمته
وشيء يداريه عني
كأنه إذا ما رآني
يشيح بوجهه
يداري عن الناس عاره

إشارة حمراء

كانت في أخمص آمالها وفي أقصى الشارع المؤدي بها إلى البداية الجديدة ،
تمسح بطرف المنديل الورقي ما يترقرق من بين أهدابها .
تناظر المارة وهم يسرعون الخطى من الرصيف الآمن إلى الإشارة الضوئية الأخرى

ترقب عجلات السيارة المحاذية لها ،
والإشارة التي تطيل السبات كالعادة ،...

ترقب المدى ؛
وشرفة عالية في الطابق الثاني حيث اتكأ على الجدار المحاذي ؛
يرتشف شيئا في يده يبدو إنها قهوة باردة ؛
أو شايا نسي سكّره .نسيت أنها تنتظر الضوء الأخضر وأنها على عجل ،
تصنعت الاهتمام في مراقبة شخص يجلس في شرفة بعيدة
وملامح لا يبدو لها منها شيئا
وعيون لا تتبعها هي .
كان يتتبع الضوء الأحمر اللامع ،
كان يتتبعها أشخاص يرقبون شرفات بعيدة ، يصطفون خلفها يترقبون الإشارة الخضراء ذاتها .
.
نبهتها أبواق السيارت التي تنتظر دورها للبداية الأخرى
استجابت للشرفة العالية وامرأة تقف خلفه لا يبدو منها شيئا فهو لم يعبأ بها .
عادت أدراجها وأغلقت الشرفة العالية دونه .
و أبواق تتعجلها ، و ضوء أخضر نسيته كالعادة .
لا بد أن تبكي النوارس كل ليلة
لنجد البحر في مكانه في الصباح