الأربعاء، 9 أغسطس 2017


أُطفئت الأنوار
كل المدن نامت
وبعضها رأيتها بأم عني وهي تموت ...

فما بالك تشتعل حريقا هائلا في أكواني !!
.
نم . نم يا أيها الوطن الأعظم
نم وأطفئ حرائقك . فقد غادرتك مدينتي .
كان العيد طيبا .. أحمد الله على ذلك .. ولكن يا أبي أصدقك القول ، كان بيتك باردا جدا من غيرك .. كان خاليا جدا .. الأركان التي جمعت بك قصصا وحكايات وعمرا طويلا كانت ساكنه جدا لا تنظر ناحيتي .. لا تذكرني جيدا .... أول عيد يمرني دون أن أجهز أمتعة الفرح وأتوجه بها إليك كما اعتدت منذ طفولتي حتى الكهولة .. دون أن أقبل فيها جبينك .. دون أن يشع بياض ثوبك الجديد في عيني .. دون أن أحلم بعيدية منك كما كنت أفعل وأنا صغيرة حين كنت أقطع المسافات الطويلة لأصلك ..
أحبك جدا يا أبي حتى ما بعد الغياب

الثلاثاء، 1 أغسطس 2017

عندما كنت صغيرة كنت أخاف من رجل يسكن حينا يُدعى محمد .. وأكره الأخر الذي يُدعى حمزة .. وأكاد أموت رعبا حين أرفع عيناي إلى النافذة العلوية لبيت الجيران المهجور من ساكنيه وأجد شبح الرجل الأسود يتربص ببراءة الطفلة في .. كان كل صباح يقف خلف النافذة ينظر إلى بمكر واشتهاء وأنا بمريول الابتدائية الأزرق أبلله ببكائي ، كانت نجاتي الوحيدة منه في نظري هي لحظة وصول الحافلة ليتبدد من ذاكرتي وأنسى أن هناك أشياء مخيفة تنتظرني كل صباح . وعندما كبرت علمت أن الذين كنت أخشاهم ماهم سوى حشرات بغيضة تشبه في شكلها الإنسان
أنا ماء
أنا ماءٌ .. كيف لا أبكي ودمعي حائرٌ مابين نهري وبحاري !!
أنا ماء
...
كيف تقتات السنابلُ من عروقي
وأبيت جائعة بلا قوت مجيئه ؟
أنا ماء يا رفاقي
هل تذوقتم في يومٍ
ماءً حائرا لا يعرف إن كان على وادٍ يسيل
أم على شطٍّ يغني ؟!!
.
أي ماء
من أي ماء كنت
وأنا كلي مرارة !!؟؟
هل كنتُ سُمّا ... كنتُ داءً ؟
كنت معصورة من أعشاب الحيارى !؟
يجوبون الفيافي يبحثون عن عشبة العشق
ويعودون بوجدٍ ومرارة ؟!!
الإنسان يلتمس النار التماسا ليطهو طعاما
أو ليدفأ
أو تشعل له سيجاوة
وإن أحرقت طرف اصبعه لعنها
ــــــ
قتل الإنسان ما أكفره .. إذ ما لعن سهوه بل لعن النعمة
ألنار نعمة أم نقمة ؟
ـــــــــــــــــــــ
كنت سماء
كنت جناحات قصيرة