الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

حديث على غفلة


طلبوا مني أن أمارس غواية الكلامِ ها هنا .. وأن ألقي بعضا من حديث الاشتياقات

فتاه مني فكري وتساءلت طويلا بماذا أبدأ .. وكيف أقف بتضرع أمام عظمة الأبجدية  .. وأدعي أمامها أنني ما زلت بخير .. وأزعم أنني بت قادرة على استيعاب سحرها الذي ما زلت على يقين أنه سحر مغرق في الجمال لا يدرَك .. وأنه  غبة بحر ليس له قرار

 

فحين أمارس هذا الجمال أدخل في سباتي الطويل .. لأصبح مجرد امرأة تجردت من كل صلاحيتها للغة العنقاء ..  فلا تفاحة تقضم ولا أمير يعود ولا أقزام يلعبون من حولي ويمرحون .. بل غارقة حتى قيعاني في لغتي لأغيب غيبة مسافر رحل ونسي على الرصيف المبلل أغلى ثيابه .. اللغة العربية غيبوبة طويلة في جنة تحمل الكثير من رائحة جنان السماء

فهل كان علي أن أظل ملتزمة  الصمت وأن أسلم فكري لأمانة الريح .. أم أظل أخيط من الحرف  قميصا يليق بعشقي الأزلي له  أرميه على وجهي فيرتد إلي بصري

أو أصنع من الحرف جديلة غليظة وأعكفها واعقدها حول معصم حضوري .. حتى لا أعود  خالية الوفاض ........ أنا الآن أبوح شهدا .. وأسكبه عند من عقد مع اللغة عهد عشق وربط بينهما برباط من أمانة .. تأخذ من ملامحكن الشيء الكثير

أنا الآن أمارس الغناء .. لدى من ابتاع دزينة ناي وقال للصبا : ادخلي في جوفها وغني .. وغني .. ومارسي البكاء

كان لدي  كلام طويل يصل حتى ظهر خيباتي وكتف حنيني وعنق هزائمي .. فهل الأبجدية يا ترى تنصرني

سأربط الجدران بحرير مسيطر على سكوني الطويل . أتحدث وشفاهي مطبقة  على الكثير من الحقيقة وأصرخ فترتطم أحلامي بالجدار الخامس الخالي من صور ذاكرتي

أنا هنا كثيرا هذا الصباح كأنتن تماما .. كما كنت كثيرا في طفولتي الغائبة حين كانت روحي ترتع مطمئنة   خلف غافة بيت جدتي أنثر الرماد في وجه طفولة غرست أقدامها نقشا .. أقدام جل ما مارست الخيال على أرجوحة الأماني

طفلة لم تكن تبكي كثيرا حتى وإن قصوا في صباح غادر حبال أرجوحتها

حتى وإن عمدوا إلى قتلها عمدا في صباح عيد جاءها خالي الوفاض لا أب ولا دمية ولا أماني

حتى وإن حاولوا سرقة سر كينونتها .. فسر كينونتها ما تزال كامنة في إيمانها في غد جميل آتي ؟؟

فهل يا ترى كانت أبجديتي صالحة  لأسكب في عيونها ريق قصيدتي

    • لا تعبؤوا بالإشارات  المتوجعة  بين سطوري ..فقط اعبؤوا بقراءتي .. امهلوني فرصة كافية لأعد على اصابع البخت علني أجد دفترا طاهرا أرسم فيه وحي الصمت الساكن في كل امرأة تشبهني

الآن استفقت من خمرة السكون .. وعصرت من الحرف المقدس ما يروي نهم خاطري

 

انتهى عقد البوح ووصلت لنهاية الجديلة ... الان سوف تلهو طفلتي