الأحد، 25 يناير 2015

كنت اليوم بصدد محاولة نزع شوكة من باطن الذاكرة
كان الشعور مؤلما ... الألم الممزوج بالمتعة
متعة الانغماس في البحث عن رأس الشوكة وترصدها
شدها وسحبها برفق مرة .. ومرة بهوس التخلص منها
الكثير من الأمور التي آلمتني تخلصت منها ...

الأمور التي نكون مخيرين فيها فقط
كنت بصدد نزع تلك الشوكة التي انغرست في ذاكرتي
فاستقرت لجهلي بفنون التداوي في قعر عقلي
وهكذا بقيتَ مخلدا في ذاكرتي .
وبقيتُ مضطرة على قيد عشقك .
( بدون )
.
قابلتْها على رصيف لا يقبل بالخطوات القادمة
وكرسي لم ينتظر يوما حنين القابعين
وشارع نكرة استعار اسم أوطان أخرى
وجدتها أكثرهن شبها بي
سألتها عن وجهتها
قالت: ولدت قبالة هذا الرصيف الرث من طول الهجر
وولد أبي على نفس الطريق
وأمي كانت تلعب معه في الشارع الخلفي مع الصغار حيث منزل جدتي
كنت ألوذ عند الخوف باثنين ؛ أحضان أبي وأحضان هذا التراب الغالي
كنت أظن التراب أبي الثاني الذي يحضر حين يغيب عن البيت أبي . فأتمرغ فيه ألوذ به من عاديات الليالي.
سألتها : وكأنك تتهربين من مسمى الوطن . فــ أي البلاد نكرتِ !؟
قالت : أتهرب من وطن أدمن نسياني ؛ فأبي كان على يقين بوفاء الشارعين والرصيف وصبيه باركوه حين شبوا يوم ولادتي
وليقينه بوفاء ذاكرة الشوارع والرصيف والتراب غفل أن يسجل اسمه واسمي في سجلات بلون النار نسيت أسماء نصف أطفال حارته القديمة .
فصرت بلا وطن كأبي وأطفال كثر يركضون في الجهات بلا أقدام
أنا بلا وطن
أنتمي إلى هنا فقط . شارعين ورصيف وجدتي وقهوة تحمل رائحة عزيزة . كأنها رائحة ( وطن )
أنا بدون . لكن بدون ماذا ؟ لا تلح أكثر على وجعي .
غادرتها دون أن تنبس بكلمة ، تكفيها أوجاعها الغائرة
ولم تخبرها أنها كانت ضمن الصغيرات اللاتي كن يلهون معها هناك في ذات الشارع المحاذي لدارها .

الثلاثاء، 20 يناير 2015

اكتبني
ارسمني لوحة
لأصير جميلة
انزع عني قشور الجهل
رتق لي أفكار الهجر...

ارسم عينا ، ازرع شفةً ،
شاغب روحي
اشتقت لأضحك
نهاية نهاياتي معاك
كعودة طيور الهجرة إلى أعشاشها

أسكنك وتسكنني

الاثنين، 19 يناير 2015

سوف أطالب الوطن بإنشاء محمية للحب
والطهر
وكل ما يمنع النسيان
لكيلا يموت وطني جفافا
....

أنشأ وطني محميات لكل ما داهمه النسيان
ونسي العاشقين يتخبطون بلا مأمن .
والبحر في الشتاء يشعر بالبرد أيضا
وليس له الحق في الدفء و الدثار ..
أو الشكوى
.
لو كنت نورسا يا الله ... بأجنحة بعرض البحر .....
كلما فكرت أن أغادرك ، في لحظة طيش عظمى
أسأل نفسي : وكيف سأقضي العمر بلا فرح ؟!!!
وأعود لعادتي اليومية ؛ أجلس كالقطة تحت ظلك .
أحبك
من شرقك لغروبك
من مجيئك لهروبك
من ممشاك لتعب دروبك
البحر يخشى الليل
لهذا يهرب موجه وينام على الأرض
ويعود صباحا إلى مائه .
أسير على صراط الليل حثيثا
لأصل إلى نهاية صبحك
كيف يحتضر الليل وكل أقاربه نيام ؟!
هكذا فعلت أسماء
كانت تموت بينما كنت أضع مساحيق الجمال استعدادا للخروج إلى العمل .
الليل أيضا يموت وحيدا بينما ننعم بأحلام لا تغني يقظتنا من جوع أمانينا .
الكثير من الأشياء ماتت غادرة ....

خالد كان يموت بينما كنت أحتفل بفرحة مبتورة ؛ بترتها فجيعة رحيله السافر .
صديقي كان يموت في الجهة الأخرى من الأرض بينما كنت أخضب يدي استعدادا لفرح ؛ مبتور أيضا .
كاتت أسماء حزينة جدا أكثر مما كنت أظن ، فقد وجدت ( بعد رحيلها ) ثوب خالد الذي كان يرتديه وهو يموت مخبأ في أحد أقرب أدراجها وبين ملابسها ومازال ملطخ بدمائه . احتضنت الثوب ونظرت لأختي الكبرى وقلت باكية : كم كان يستهويها الاحتفاظ بالأحزان في أدراجها الغائبة !!
قلبت الثوب بين يدي ، احتضنته ، شممته طويلا . ثم تخلصت منه . لكي لا أموت غريبة كالليل وكأسماء وكصديقي البعيد .
لو كان لليل شعر لكنت لعبت بخصلاته حتى ينام
لو كان لليل عين لكنت أغمضت جفنيه لأنعم بالمنام
لو كان لليل قلب لكنت رجوته أن يدعني بسلام
.
لو كان لليل ( أنت ) لما ختمتُهُ بختام

الخميس، 1 يناير 2015

كنت نائمة ، فحدث اتصال غادر من طفلة العامين ، الاتصال كان ظاهريا بالخطأ لكنه في الأصل انتكاسة . ( وما يضير الشاة سلخها بعد ذبحها )
فلأهذي إذا لأبرد خاطري : ( وما أكثر ما أهذي !! )
.
المرأة الوحيدة التي خرجت معي من رحم واحد إلى هذه الحياة
لم أقابلها سوى مرة واحدة ، عند إشارة ضوئية حمراء ، يفصل بيني وبينها النوافذ المظللة ، طلبت مني إخراج بطاقة تثبت هويتي ، فأخرجت لها ( كارتا ) كانت لشحن هاتفي .

...
الرجل الوحيد الذي تمنيته منذ نعومة أظفري ماكان أنت ، كان أبي ،
ولم نسر يوما في شارع واحد في اتجاه واحد إلى هدف واحد بشهادة الوطن ،
،
أوتظن أنك الرجل الأول الذي لازمته كالعار !!!!
لا أحب الحروف الماضية خلف إسمك .
هل النقطة خلف هذا السطر ضرورة ؟!!
من صميم فؤاده كنت أبكي هذا المساء
كنت ألهو بـــ هائِـــ ـه
كنت أجلو فؤاده
كنت أمرر وجهي بأضلاعه السبعة الصادقة
كنت أبدأ بـ عينـــ ــه وأختم بـ فائــ ـه...

وأنزع نقطة الفاصلة .

أي اسم تجلى ؟!