الاثنين، 26 نوفمبر 2012

امرأة من عبث

قال : فديتك قلت له : مهلا يا رجل لا تفتدي امرأة مجنونة....

تضجر من حياتها....تضجر من ثيابها

امرأة تضجر من عطورها وقهوة الصباح...

امرأة لا تعرف أرضا من سماء

امرأة ليس لها قرار...امرأة لا تعرف الأسماء لا تعرف الألوان..

ليس لها عنوان ..

امرأة سئمت من الكلام ومن قراءة الجرائد ومن ثرثرة النساء ومن بلادة الحوار

..لا تفتدي امرأة نائمة منذ قرون بلا أحلام

امرأة تبكي منذ ألف عام على الأوهام امرأة تبحث عن زند الحمام ....

حتى فوقها تنام .......

لا تفتدي امرأة تنام كل ليلة فوق وريدها لتقتل الحنين ...

تنام كل ليلة فوق جبينها لتقتل الضجر...لا تفتديني يا صديق.....فأنا امرأة من ضجر....عيونها رخام وقلبها حجر....

أتفتدي رخام؟!أتفتدي حجر؟؟!!!!

لا تفتدي امرأة أحلامها دخان

امرأة تبحث عن زند الحمام حتى فوقها تنام

آآآآآآه يا صديق
متى أنعم بالسلام.....
بالمنام......بالأحلام

شجرة الشنق

ماهي الشجرة التي تبرعت للموت لتصنع من أليافها حبل المشنقة ? ربما كانت عقيما فقدت لذة تراشق الوعد مع وشوشات الربيع

تساؤل يصحو فيني على الدوام

روح ؟ جسد؟

الروح والجسد . من فيهما يحمل الآخر من منهما ينسى خلف سرادق الموت أحدهما قبل الآخر ?
من منهما أقوى ذاكرة فيستعيدنا من العالم الآخر ويسكبنا في ذاكرة من كنا نحبهم ??
تساؤل أصحو فيه على الدوام

قصة قصيرة جدا 2 ( لعينيك يا أمي )

فلت منه زمام نفسه وخرج من غرفتها صارخا غاضبا .. وهي تنظر  إليه نظرتها الشفوق الكسيرة  ..  عاد  ليلتها مترنحا من الندم  حين  أحس أن الأرض تهوي تحت أقدامه
ارتمى تحت أقدامها  وتمرغ في ترابها ... وغط في بكاء عميق

قصة قصيرة جدا ( نسيان )

كانت تقف في وسط الغرفة .. كأنها تعاين مركز الحزن .. يخيل إليها أن الغرفة كالأرض

كروية .. حيث تدور بها الدنيا كليلة رحيلة حين حملوا إليها نبأ الفجيعة مع طبق الحناء ..

اليوم هي نسيته تماما لكن ما زالت الأرض تدور بها كلما حان عيد رحيله .. وأكملت رقصتها :)


الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

حديث على غفلة


طلبوا مني أن أمارس غواية الكلامِ ها هنا .. وأن ألقي بعضا من حديث الاشتياقات

فتاه مني فكري وتساءلت طويلا بماذا أبدأ .. وكيف أقف بتضرع أمام عظمة الأبجدية  .. وأدعي أمامها أنني ما زلت بخير .. وأزعم أنني بت قادرة على استيعاب سحرها الذي ما زلت على يقين أنه سحر مغرق في الجمال لا يدرَك .. وأنه  غبة بحر ليس له قرار

 

فحين أمارس هذا الجمال أدخل في سباتي الطويل .. لأصبح مجرد امرأة تجردت من كل صلاحيتها للغة العنقاء ..  فلا تفاحة تقضم ولا أمير يعود ولا أقزام يلعبون من حولي ويمرحون .. بل غارقة حتى قيعاني في لغتي لأغيب غيبة مسافر رحل ونسي على الرصيف المبلل أغلى ثيابه .. اللغة العربية غيبوبة طويلة في جنة تحمل الكثير من رائحة جنان السماء

فهل كان علي أن أظل ملتزمة  الصمت وأن أسلم فكري لأمانة الريح .. أم أظل أخيط من الحرف  قميصا يليق بعشقي الأزلي له  أرميه على وجهي فيرتد إلي بصري

أو أصنع من الحرف جديلة غليظة وأعكفها واعقدها حول معصم حضوري .. حتى لا أعود  خالية الوفاض ........ أنا الآن أبوح شهدا .. وأسكبه عند من عقد مع اللغة عهد عشق وربط بينهما برباط من أمانة .. تأخذ من ملامحكن الشيء الكثير

أنا الآن أمارس الغناء .. لدى من ابتاع دزينة ناي وقال للصبا : ادخلي في جوفها وغني .. وغني .. ومارسي البكاء

كان لدي  كلام طويل يصل حتى ظهر خيباتي وكتف حنيني وعنق هزائمي .. فهل الأبجدية يا ترى تنصرني

سأربط الجدران بحرير مسيطر على سكوني الطويل . أتحدث وشفاهي مطبقة  على الكثير من الحقيقة وأصرخ فترتطم أحلامي بالجدار الخامس الخالي من صور ذاكرتي

أنا هنا كثيرا هذا الصباح كأنتن تماما .. كما كنت كثيرا في طفولتي الغائبة حين كانت روحي ترتع مطمئنة   خلف غافة بيت جدتي أنثر الرماد في وجه طفولة غرست أقدامها نقشا .. أقدام جل ما مارست الخيال على أرجوحة الأماني

طفلة لم تكن تبكي كثيرا حتى وإن قصوا في صباح غادر حبال أرجوحتها

حتى وإن عمدوا إلى قتلها عمدا في صباح عيد جاءها خالي الوفاض لا أب ولا دمية ولا أماني

حتى وإن حاولوا سرقة سر كينونتها .. فسر كينونتها ما تزال كامنة في إيمانها في غد جميل آتي ؟؟

فهل يا ترى كانت أبجديتي صالحة  لأسكب في عيونها ريق قصيدتي

    • لا تعبؤوا بالإشارات  المتوجعة  بين سطوري ..فقط اعبؤوا بقراءتي .. امهلوني فرصة كافية لأعد على اصابع البخت علني أجد دفترا طاهرا أرسم فيه وحي الصمت الساكن في كل امرأة تشبهني

الآن استفقت من خمرة السكون .. وعصرت من الحرف المقدس ما يروي نهم خاطري

 

انتهى عقد البوح ووصلت لنهاية الجديلة ... الان سوف تلهو طفلتي

الأحد، 12 أغسطس 2012

قال لي العراف

قال لي العرّاف قبل الرحيل (( ألا تخافي ولا تحزني )) فلم أخف ولم أحزن .. وتحققت بشارته من بين أعناق النجوم .علمني كيف أغرس أوتادي بعد أن هيّأ أرضي واستدعى قوافل الغيوم .. شد من أزري .. ضحك معي ..ضبطته يبكي حين بكيت .. قهقهنا في غياهب الليالي سويا حتى دمعت منا العيون .. صرخ في وجهي حين كنت على مشارف الانهزام .. ساندني حتى استقام عود يقيني .. ورفعني من أرض الخيبات حتى استويت وبعد أن صافحني يمين وفائه رحل كالأفراح التي رافقته حين اندست في جيب معطفه ( اليمين ) ... في سكون وصمت غاب بعد أن علمني كيف أصير من بعده شجرة معقودة الجذع لا تهرم ولا تهزها الريح ..

خبّأ كل ثياب الحداد .. وخضّب يديّ بالخضاب وغاب ....

هاجر كما تهاجر النوارس وخلّف الشطآن تنعى الموت المخبّأ في تعب الشراع .. حتى جاع البحر من بعده وسلم المد وسلم الجزر وسلّم الروح .

قال العرّاف كل ما كان ينبغي أن يقال إلا حكاية الموت المعتق في مسامات جبينه وفي خطوط كفيه وفي بشارة الصبح الكئيب ....

سوف أخبركم كثيرا عمن كان في صباحات الخوف حبيبي وفي مساءات الحنين حبيبي وفي ليالي الغياب الطويل حبيبي وفي شرود الشوق حبيبي ..

احتجته في مسائي هذا ..لكن النار سلمت روحها للريح والرياح لا تعود أدراجها وإن فعلت تعود خالية الوفاض مما سلبته ...

حين يفيض القلب به .. حين تمتلئ المآقي .. وتستنجد الروح بالأركان : أين المفر .... ألجأ إلى البحر في ليلة الغياب ليس لها تواريخ ليالي الغياب فحزروا ما شئتم   فمن بعد عينيه صار العمر .. كل العمر طويل الغياب .. وكل المساءات غياب وكل صباحات الاشتياق غياب حتى البحر صار يزفر رائحة الموت وودناءة الغياب . فلماذا نبقى حين يغيبون لماذا لا يكون بوسعنا أن نتحول متاعا ضمن أمتعة الموت ... فنرحل معهم ونرحل ونمعن في الرحيل ؟؟؟ ....

قال لي العرّاف إن كنت أحببتني .. فتذكري لا تغيبي كنورسي الرحّال ولا تعزفي على ظهر الخيبات معزوفة الحنين.. ولا ترحلي على صدر الريح الراحل ، فالأعاصير لا تعبأ بفجيعة الأمكنة   .. الرياح ليس لها قلب .. فلن تشعر بأحزان أمك إذ تغيبين .. ولا بالفقد الموغل في صدر أبيك إذ ترحلين

علمني العرّاف أن الصّبر خلاص وأن الحنين موت .... عاهدني ألا أعقد الشوق مع جدائل شعري الطويل.. وأن أسدل شعري لأبعثر الحنين إذا ما كبلني الحنين وحين نكرت عهودي وغلبتني اشتياقاتي قصصت شعري الطويل .....

أنبأني العرّاف أن النوم سلطــــــان. فلا تتخذي السهر خدينا .. ونامي .. حتى لا يغافلك شحوب الصحو ونمت طويلا وطويلا وهجرت الليل .. سمعت كلام العرّاف.. وأمّنت ظلام الليل ....... وفي ليلة سوداء صحوت .. ثكلاء القلب أبحث عن عرّاف الروح أنبأني ظل الصبح.......... أن العرّاف دخل بطوع إرادته مملكة السلطــــان ، فغيّبه عن عيني .....السلطان ومات الليل .....

أنبأني العرّاف أن الحكايا الجميلة مغزولة بخيوط من وهن ، وأن ليالي الحب الطويلة تتقصف أطرافها بسرعة كبيرة ،، ولكن يا حبيبتي ( لا تخافي ولا تحزني ) فأصل العمر حكاية طويلة .. وكل العمر يا حبيبتي وهن لكنه غاب قبل أن يدركهه الوهن ولم يمهل العنكبوت بناء بيته وغافل الأفراح في عز دارها .. وقص أطراف الحكاية . ....

قال لي العرّاف لا تستسلمي لذهول الغدر ، ولا تقنطني .. فالوفاء خلف بابك المسدود في وجه الريح .. فأشرعي الأبواب ليدخل الوفاء بثوبه الطويل ، لا تخشي ما يأتي به الإعصار و الريح فإن كان السكون يسبق العاصفة ،،، فبعد العواصف يزهر الربيع ....

قال لي العرّاف إن غيبتني أمواج العمر ورحلت على أجنحة النوارس فلا تجلسي على الشاطئ الخالي لا تجالسي البحر حبيبتي من بعدي ، حتى لا يضنيك الفراق إذا ما لمحت نورسا يبحث في أمواجه عن عيني ,,,,, لا تغتمي إذا ما رأيت نورسي يسافر مع أمواجه يبكيني ،، لا تصاحبي البحر حبيبتي من غير أن تصحبيني ، فالبحر من بعد عينيّ ضرير ... أخشى أن تضيعي في غبّته فرحيلي عنك يا حبيبتي يكفيني ....

قال لي العراف ( بعد السّقم ) يا حبيبتي .. حبيبتي افهميني . إنني راحل بعد برهة من الحزن فلا تبكيني ،

خبئي ملابس الحداد .. خبئي كل ما يرمز للسواد خبئي عن عينيك يا حبيبتي عيوني .

حبيبة العمر السقيم لا تنظري أشيائي إذا ما اعتلت روحي غيوم منيتي خبئيني عنك يا حبيبتي .. خبئي أشيائي عن عينيك ...لا تعذبيني .. خبئي عنك ملابسي .. أمشاطي .. و عطوري وإذا ما قتلك الاشتياق يوما يا حبيبتي .. احضني وسادتي وابكي قليلا ... ثم نامي ... وإذا ما خانك الليل ولم ينم عن حزنك .. افتحي الأبواب والنوافذ وفي ليلة الخميس بعثريني .....


العرّاف رحل من بعد عينيه غاب سواد الليل وسرق من أسرّتنا الهجوع النهار من عمري استقال.. والأزرق من بحري استقال وصار البحر أبيض من نهار صار دنيتي حفنة رمل وأكوام رماد العرّاف رحل أخذ معه كل نوارسي وغطى البحر أكوام الجليد والشاطئ المهجور صار بلا روح ...... من الوجد سقيم العرّاف رحل وخبّأ البحر من بعد عينيه أرزاق الطيور فهاجرت من بعده .. كل الطيور وصار البحر خاوي يندب العرش الحزين من بعد نوارسه ... بات الشط مكتئباً حزين ....

الثلاثاء، 10 أبريل 2012

أريد أن أصير أقسى من الغربة
وأشد من الحزن
وأعتى من الجرح
وأكبر من الحرف الأخير في أبجدية البكاء

أريد أن أعود . أنا

الاثنين، 9 أبريل 2012

أوتاد أنا


أوتاد أنغرس في ذاتي
لا أرض تأويني .. ولا سموات تبشرني
ولا حبيب يعود يلتف بتلابيب روحي
لا صديق يطيل عندي المكوث
فأعد له رشفة الصبح
الذي يتنفس على ساعديه. علني أستفيق
لا حمامة تنقر نافذتي
لا هديل
لا هدير
ولا رياح ولا صفير
*****
كل شيء جامد حولي كبيت العنكبوت
أجمع الأصداف من صحراء وحيي ..
أصنع عقدا .. أجمع زبَدا .. من ملوحة ممزوجة بقهري ..
أرتب الأشياء التي أهملتها بعد مضي قرن من رحيلك ..
 أرتب موضع القلب المكسّر كالشظايا .. أرتب موضع القلب لأنسى