عندما تتمايل الأرض تحت أقدامنا يُخيّل لنا أنها مائعة كزئبق أسود نخشى الغرق في لجته
وعندما نبلل بالدمع مسائدنا يخيل لنا أننا نغرق في يم أوجاعنا
فنغلق أجفاننا بقوة على أمل أن تكون الصحوة الأخيرة .. أو الإغماءة الكبرى
..................
غالبا تكون الأعماق حد الموت .. حد الفرار منها إلى دواخلنا
وننكمش حتى لا تكاد نبين
بحيرة من وجع أو من أوجاع
وما يضيرنا إن أفردنا أو جمعنا
فكلها مرارة في مرارة
كمذاق ليالي اجترار الأحزان حيث لا ونيس سوى الظلمات التي تكتنفنا
فنولي منها فرارا ونمتلئ منها رعبا
ونصطدم بقوة بجدران الصمت ونسقط في زوايا الخذلان
ونضطر أن نعيد رحلة الألف وجع من جديد
علنا أن نتذكر كلمة السر فتفتح الأبواب على مصارعها
لنخرج من شرنقة الأوجاع قبل أن تردينا آلامنا
......
وجع فقط .. ليس هنا سوى الوجع ..
أكثر الحالات الإنسانية شيوعا وأقربها لمشارف أرواحنا وأجسادنا.. نحن جميعا دون استثناء
.....
في بحيرة الوجع ومن خلال طمى جراحاتي تخرج ابتسامة ثكلى
هذه الليلة والتي سبقتها مضغت جراحي حتى اكتفيت
تذكرتني بعد طول صد وهجر ..
زارتني بغتة كالسعير المتدفق من فوهة بركان
...
ليتني أحصل عليك مجددا لأضع كفك على مصدر الوجع
ولا يهم بعدها أن ترحل
أو أن أدخل في إغماءتي الأخيرة
...
أحزاننا تؤرقنا
أما أوجاعنا فتردينا صرعى
لا نقدر على شيء سوى التضرع إلى الله بلا يأس وأجفاننا مطبقة إلى ما لا تراه العيون
وننسى في لحظات الـ( أأأأه ) كل من غدر وكل من نكر .. ولا يهمنا سوى اليد الحانية التي تربت على أوحاعنا
إن وجدناها لحظة استصراخنا بهم
....
الأوجاع لا تفسر وهو يسري فينا كالنار ولا تكفي كل قواميس العالم لشرحها ..
الاوجاع تحضرنا ولمنها لا تتكلم لنسمعها ولا تملك آذانا لتسمع شكوانا فتهدأ
لا تتجسد لنراها ولا تنتهي إقامتها لنرتاح
...
أوجاعنا مطرقة وأجسادنا السندان
وأرواحنا تئن تحت الطرق
وتئن تحتها أجسادنا
التي تستصرخ بالمطرقة أن تكف وتهدأ