الأربعاء، 7 مايو 2014

أي وطن  ؟ !!

قابلتها على رصيف لا يقبل بالخطوات القادمة
وكرسي لم ينتظر يوما حنين القابعين
وشارع نكرة استعار اسم أوطان أخرى
وجدتها أكثرهن شبها بي
سألتها عن وجهتها
قالت: ولدت قبالة هذا الرصيف الرث من طول الهجر
وولد أبي على نفس الطريق
وأمي كانت تلعب معه في الشارع الخلفي مع الصغار حيث منزل جدتي
كنت ألوذ عند الخوف باثنتين ؛ أحضان أبي وأحضان هذا التراب الغالي
كنت أظن التراب أبي الثاني الذي يحضر حين يغيب عن البيت أبي . فأتمرغ فيه ألوذ به من عاديات الليالي.

قلت لها : وكأنك تتهربين من مسمى الوطن . ف أي البلاد نكرت !؟
قالت : أتهرب من وطن أدمن نسياني ؛ فأبي كان على يقين بوفاء الشارعين والرصيف وصبيه باركوه حين شبوا يوم ولادتي
وليقينه بوفاء ذاكرة الشوارع والرصيف والتراب غفل أن يسجل اسمه واسمي في سجلات بلون النار نسيت أسماء نصف أطفال حارته القديمة .
فصرت بلا وطن كأبي وأطفال كثر يركضون في الجهات بلا أقدام
أنا بلا وطن
أنتمي إلى هنا فقط . شارعين ورصيف وجدتي وقهوة تحمل رائحة عزيزة . كأنها رائحة ( وطن )
أنا بدون . لكن بدون ماذا ؟ لا تلح أكثر على وجعي
.