الاثنين، 21 يناير 2013

رسائل إلى رجل لا ينساني
صباح الثلاثاء 22/1/3013
السلام عليكم  .. أعلم أن رسالتي هذه ليست الأولى .. ولكنني سوف أجعلها  كذلك .. فقد تحيرت  في انتقاء أجملها وأغلاها على قلبك . فإنك لم  تخبرني يوما برأيك  في رسائلي ولم تنتق لي أجمل مواجعي .. كتبت إليك كثيرا ولكن هذا لا يعد شيئا أمام عظم حنيني ورعة عشقك لي

أتدري .. أفكر فيك كثيرا .. ربما لا يمر يوم أو ليلة دون أن تخطر (على) بال القلب . ( بدل أن أكتب - على - كتبتها - عبى - وفكرت  أن أتركها كما هي لأنني أعلم أن هذا سيسعدك ويضحكك كما كنا نفعل سابقا .. أتذكر ؟ كنت تضحك كثيرا على أخطائي وكنت أضحك معك  ) . أعلم تمام العلم أنني تماديت في البعد كما تماديت أنت في الغفلة .. لكنني أستشعر حبك خالصا لا تشوبه شائبة وسامقا لا تهزه رياح الهجر ولا هوة المسافات .. آخر رسالة منك أشعرتني أنني أحمل حظا اسطوريا .. فمن أين لي أن أحظى برجل يعشقني مدى الدهر لا يخبو شوقه إليّ ولا تنسيه السنوات ملامح معشوقته .. أعرف أنني لست بأجمل نساء الأرض لكنك جعلتني أجملهن وأحلاهن بإخلاصك الذي تحمله على ظهرك كالأمانة المؤجلة . رجائي فقط ألا تنشغل بي كثيرا أريد منك أن تنشغل بحياتك وتبنيها كما كنت تحلم بها وألا تظلم  نفسك بألم الشوق فأهوال الشوق لا ترحم .. أنا أعرف ما أريد وسعيدة من أجلي ومن أجلك .. ربما أراد الله أن يظل حبنا خالدا لهذا لم يجمعنا .. ربما 

انتظروني هنا على هذا السطر تماما فللرسائل بقية

صباح الأربعاء  23/1/2013
صباح الخير .. صباحك سكر .. أما صباحي فهو مضغوط  كحلقات النابض  .. جل ما أخشاه أن ينفلت مني زمام نفسي  إجهادا وعياء ... يااااه  ، ليت كل الصباحات تشبه تلك التي كنت أقضي لياليها في أحضانك .. فأصحو على  لفح أنفاسك على جيدي  وأصابعك وكفك تقيس أنفاسي  وكأنك  قد وقّت صحوك عليها ووقّت نهوضي  على رائحة عطرٍ غافٍ على قميصك

بدأت تعاتبني أنني لم أعد أحبك  وأشتاقك  كما كنت أفعل  في السابق .. أعلم هذا جيدا ..   لكنك  لا تعلم أنني  قلصت رصيدي من الحب حتى يكفي  سداد ديني من الأحزان

بقي عشرون عاما على الحزن .. انتظرني نصفه وفي النصف الأخير اذكرني


سوف أثرثر كثيرا فكن بالقرب


 24/1/2013
لم يعد الوقت صباحا لأقول لك صباحك سكر  ..  اليوم إجازة بمناسبة مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم  لهذا آثرت أن أستغرقه كليا في الفراش متجاهلة كل شيء  ..  لا تظن أنني نسيتك  فإنني أبرع في نسيان كل شيء  ما عداك أنت .. فإنك ضد اهتزازات الذاكرة وفوق   قانون الغفلة  . أنا فقط   ثأرت   لأيام الأسبوع  فاستغرقت في  الراحة  .. وتغافلت حتى عن فنجان قهوتي  وقطعة الشوكولاه التي  تهيؤني لاستقبال مرارة الفنجان

إذا مساؤك سكر  .. يا حبيبي دائما

25/1/2013

صباح الخير .. البارحة  طرأت على بالي  والحزن والشوق   وإحساس بالغربة وكل المشاعر التي تعتبر سيئة  بالنسبة لعاشق تغلفني .. وأنا أتذكر تلك  الصباحات التي كنا نواصلها الليل بالنهار  ففي بعض الليالي لم تكن تشعر بالشبع مني  ، لا تنام ، ولا تذهب لأي مكان حتى عندما كنت تشكو قرصة الجوع  ...ونجد أن الثلاجة والمطبخ فارغين ترفض الحاحي عليك بالخروج والاتيان بما يسد  جوعنا . كنت تقول لي دائما : لا حاجة لي بالطعام وأنت كعكتي الشهية .. تغفو على زندي فأدعي النوم  وأخشى أن أتحرك  فتضطرب  نشوة اغفاءتك . وحين تبيض الدنيا تغفو عيناي  المنهكة من السهر والقلق  حيث لا بد لي من الذهاب إلى العمل وأنا نصف نائمة ..  . وحين أدعي البكاء بدلال  لاضطراري إلى الخروج تحتضنني  وتغمرني بحبك في كل أنحاء وجهي ... ويكأنك   بجانبي الآن وكأنني أشم  قميصك وعطرك  وأنفاسك  ...... أووووه أشياء كثيرة تثير اشواقي  تجنني  ورغم ذلك تتهمني في كل مناسبة أنني أقل شوقا منك 





صباح - خميس  ( بعيد  جدا )   31/1/2013

صباح ومساء كل منهما يشبه الآخر ..
في آخر رسالة أخبرتك ألا تبتعد فإن في جعبتي الكثير وأنني سوف أثرثر كثيرا .. لكن الصدق غلب وعدي والتزمت الصمت من جديد .. أما أخبرتك أولا أن مواسم الحزن أعتى مما نحب ..  وأن إعصار  الغياب الكبير وضع  الشوق رهينة بيد الريح
هذا ليس تنكرا أو تنصلا  من الحب الذي  نشب أظفاره في القلب .. وأدماه .. فلا أحد باستطاعته أن يتنصل من دمه  .. لكن  ليس بمقدوري أن أنسى أن ظروفنا حالت دوننا  قهرا وظلما .. لهذا سايرت  القدر وكذبت على الحنين القابع فيني أنني لم أعد أهتم كثيرا  وأنني أعيش ظروفي أكثر من  عيشي  حنيني إليك

صدق أو لا تصدق .. فكلاهما  بات سيانا .. ولم تعد أقدارنا تعبأ  بنا  أأشتقنا  أم تعمدنا النسيان


4/2/3013 صباحي رمادي .. فما هو لون صباحك ؟

أحتار أحيانا ماذا أسميك .. ! إن كنت حبيبي فأين أنت مني  والدنيا تلتف بي كثعبان الكوبرا ترقص على فجيعتي بها ..
إن كنت حبيبي فلماذا كنت تفصل مصيرك عن مصيري وتقرر لوحدك ما هو آتي
أعرف أنك تريدني أن اشعرك دائما أنني ما زلت على العهد وأنك ستظل حبيبي دائما .. ومع ذلك كنت تسمح على طول الخط أن تدخل بيننا أشياء كثيرة تحطم ما كابدت الضنى كي أبينيه لنا
لا تعاتبني على عودتي أدراجي من طريق نهايته كان قلبك .. فالطريق المؤدي إليك لا يحمل وجهك فقط  بل هناك قصص أخرى تؤرقني وملامح أخرى غير ملامحك الحبيبة تنكس راية انتصاري بك

يااااه .. ربما كان علي ألا أسطر لك شيئا اليوم .. فشعوري بالهزيمة فيك في أوجها هذا الصباح

ألا ترى معي أنه علي التزام الصمت والرحيل من هنا .. حتى لا أستزيد من الحزن ؟

أراك على خير .


4/2/2013  مساءا  .. يفصل بين مسائي وحزنك محيط وقارة


لا تحتر طويلا :  لماذا عدت أدراجي  لأكتب مجددا  وأنا التي يمضي عليّ يوم ويومان  من غير أن أحشو بريدك بما  ينفض عن قلبك  غبار صمتي  وسكون صبرك

رسالتك هذا الصباح ألهبت خاطري  . كانت مفاجأة  كذاك العطر الذي أهديتني إياه ذات عشق  ..
رسالتك كانت برائحة الفواكه والتوت  كهداياك تماما ..  أتدري أنني ما زلت أحتفظ  بها  كما قلبي الذي لا يزال يحتفظ بذكراك ويحفظك 

كل شيء من حولي يحمل رائحة الذكرى منك  وأحلاها  عبق القسم الذي أبرمناه سويا  ألا تغادر وألا أغادر

ونقضنا باليمين ذات حزن .. جمعت أمتعتك  ورحلت .. غبت عن العين
وظلت رائحة التوت تحرقني  كلما  عانقني الماء  في صباحاتي الغائبة منك

لا تقف طويلا فيما سطر أعلاه .. فقد كنت أبكي وعيناي مبصرة


أحقيقة أنك ما زلت تحبني  !!!

--------------------------
19/2/2013

 
http://www.youtube.com/watch?v=7RDmYxURErM---------------
18/3/2013

في الهزيع الأخير من الليل
عندما أتذكرك أتذكر كل الأشياء معك دفعة واحدة .. اشتياقك الدائم إليّ .. إصرارك أن أظل حبيبتك برغم كل العراقيل التي هزمتنا .. تغربنا عن الأماكن التي ننتمي إليها لنسرق من العمر الأيام الوحيدة التي قضيناها سوية دون أن نشعر بتأنيب الضمير أو بأدنى مسؤولية .. تسكعنا في الشوارع الغريبة مطمئنين أن الوجوه التي ترمقنا لا تعلم شيئا عن حكايات العشق والهزيمة والتحدي المخبأة في حقائبنا . تجاهلنا للمنضدة في العشاء الأخير حين افترشت معي الأرض تعد مائدة الفراق بنفسك لأصير بين يديك حزنا مدللا ، منكفئا وجهي على الخذلان . كنت تعلم جيدا أنني لم أكن راضية أن ننتهي

وانتهينا ..
فلماذا تعذب نفسك بحجز تذاكر العودة وتعود في كل موسم للعشق وأنت تعلم أنني سوف أغدر باللقاء كما في كل مرة . أبحث عن ألف ذريعة لكي لا تراني ولكي لا أراك
بعد أن عذبني طول التمنى
لماذا تستلذ بالحنين وحقائب الأمل خاوية ! .. لماذا لا تنساني !!


رساله  جديدة أطلت من عنق الغياب
الأربعاء
18/7/2013
إلى المختبئ خلف كواليس القلب .. يطل كل فينة وأخرى يسكر الروح ويرحل .. ي

شد خيط الجرح ويغيب .. فلا هو ينسى افتقاري له كضمادة لجراحاتي ولا أنا تلتئم مني الروح
لأنام من بعده قريرة ،
فأنزفك كالخطيئة المرة من بين أصابعي كلما هممت بالبوح .. ويمزق بلل النجيع أسطري
ليغيب الكلام
فإلى متى ستظل تنقر بوجع على زخم الذكرى الموبوئين بها
لماذا لا تنساني !!!


الأحد
22 ديسمبر  2013

 جاء الشتاء عزيزي _ ولا تبتئس من كلمة عزيزي فقد تعبت من تعقب مفردة ما سببت لي ولك سوى المزيد من الأوجاع _ جاء الشتاء يحمل لي رائحة الأرض المشبعة بترابها .. ورائحة الغيوم الحبلى بالطهر كالذي لفنا ذات حنين . والهواء الذي كان يحمل لي من أريج عشقك ما كان يعينني على إكمال مسيرة انتظاري ويحمل لك من بعثرتي ما يعينك على استكمال مسيرة غيابك .

تعتب عليّ تشبهي بالشتاء ! برودت...
ه وعصيانه وسكون لياليه وصمته ؟!
وتنسى أن الشتاء ارتجافات عشاق أضناهم طول التمنى !

أنا لم أعد أعبأ لأنني أجدت في تصنع ذلك .. وأنت لا تنساني
لا تتعمد حتى التغافل عني
توجعك نصال اشتياقاتك الأزلية فيك
وأنا أرقبك كتمثال من جص لا يشعر ولا يقبل سكنى الروح فيه .

صدقني إن قلت لك أنني تعبت من أمانيك ..
من شكل جراحك ..
من شوقك الدائم إليّ .

تعبت من تصنع الصمت وفي دواخلنا ضجيج يقيم فينا مهرجاناته وعربدته وصخبه .

أتعب أنا كما تتعب أنت . فلماذا لا تنساني !


....


تتمة لــ / رسائل إلى رجل لا ينساني
.
هذه رسالة مفاجئة من حبيبتك التي لا تنساها ..
لا أعلم أجئت أعاتبك فيها أم أشكرك .. أم أشتكيك إليك
أشكرك أنك لا تنساني مهما جرفك خضم الحياة ، وأنه كلما فاض بك الحنين هرعت إلي تلتف بي كعاشقين بدأت حكايتهما للتو !!...

قبل عامين كنت تشتاقني كل شهر فلا تنقضي الثلاثون حتى تهاتفني بحنينك الجارف وصوتك اليائس من استمالتي إلى لقاء .
بعدها أمتصتك الغربة عني .. واختصرت أحاديثنا لتمضي الأشهر أنتظر أن تأتي تقول لي : وحشتيني .
أولم تكن تعلم أنك بهذه الكلمة تعيدني إلى مسيرة الحياة مجددا كشجرة هرمة تسقيها تعيدها إلى الحياة ، ترويها ماءً لترتعش أوراقها كعاشقات تمرح في غصونها !!
ما كرهت المسافات إلا من بعد ما هدأت الغربة والمسافات من حنينك ، برغم يقيني وعلمي أنك ما عشقت غيري حتى تلك المرأة التي دفعت بها في طريقك .. ما استطاعت أن تنسيك لحظة معي .. وعدت من بعدها تشتكيني إلى الله أن فعلت وضحيت بحكايتنا لتهنأ . ولو كنت أعلم أنها ستشقيك لكنت خبأتك في جب القلب وما فرطت فيك . لكنها الأقدار ، لا تعبأ بضمارنا .
.

أعلم أنه لم يُكتب لنا أن نجتمع تحت سقف واحد ، ولكن عزاءنا أننا لن نفترق طالما تظللنا سماء واحدة .
كتبت اليوم لأخبرك فقط .. أنه لم تعد تكفيني مرتان في العام لأسمع فيها ضحكتك . وصوتك . وقصة قصيرة لي .. تعيد قراءتها علي في كل مرة .


..............

لحبيب يغادر ولا يغادرني

أكتب كما في كل مرة أكتب لك فيها ، لأقول أنه ماعاد عندي كلام كثير لأخبرك به ، فالحنين حين يشتد لا يوافقه الكلام ولا تجدي معه فنون الملام ....

اليوم سمعت أغنية أشعلتني ، كنت قد أهديتها لي قبل اللقاء وقبل أن يجرفنا الموعد في خضمه ، عناق بعد قصة حب جارفة ، فانزلاقي في روحك كواحة خضراء أدمنت العصيان في وجه الشمس التي غلبت كل صمود عداها ، فاعتناقك الاشتياق الأبدي إليّ، إلى انعتاقي من وعودي بالوصال ؛ لنعود منه غرقى مبللين بأوج العشق الذي لازمنا من بعده كتميمة انتصارنا ببعضنا البعض .
نعم ؛ انتصرت بي كعاشقة ما ملأ قلبها سواك ، وانتصرت بك كرجل ينسى أزمانه ولا ينساني
انتصرت بك أن أذكرك في كل لحظات خذلاني أو شقائي أو بكائي لتزرع صورتك على صفحة الوجه ابتسامة تغلب كل هزيمة فيني ..
وانتصرت بي أن تجدني حاضرة لك في كل حين وحنين ، في كل عتاب تجدني ألثم الأرض على أعتابك لأحتفظ بالقسم الأكبر منك .. ولأظل أشغل في قلبك الحيز الأكبر برغم كل البؤس الذي يعتريني وأنا أرسم صورتك الأخرى في لوحة على جدار غرفتك تجمعك بسواي . وأنا التي فرطت فيك برضاي لتهنأ فأهنأ .
أحبك !!
نعم أحبك


...........
رسالة إلى رجل أحبه كثيرا .
مساء الخير
وترددتُ هنا ، فلم أعلم ماذا أقول بعد مساء الخير؛ لأنه في الأصل ليس لدي ما أقوله ، فالفراغ من حولي بدأ يتوغل كأذرع الأخطبوط إلى دواخلي فأشعر بها تعتصر مني فؤادي اعتصارا ، وكأنني على وشك الفناء ،،،، فأرغب في لحظات الاحتضار الهائل هذا فيك وأن أقول شيئا أشدك به ناحيتي ..
المهم .. أحسست برغبة جارفة في الحديث إليك ، أن أخبرك شيئا ؛ أي شيء .. المهم أن أكتب طالما شح الكلام ، أنت عليل من المرض وأنا عليلة بك ، سقيمة في هواك الذي قهرني حتى استنفذ...
مني كل صبري عنك .. لا تستاء إن أخبرتك أنه لم يعد معي من الكلام ما يمكنني به أن أملا مساحاتي ، أصنع منه جسرا يبقي المسافة آمنة بيني وبينك ، جسرا يقيني التهاوي وأنا أشد رحال حنيني الدائم إليك ، حنيني الذي طالما أشعلني ، حنيني الذي لا يخبو له أوار ولا تنطفئ له جذوة .
آه ، إنني فارغة حتى من الأبجدية ، تعتريني مشاعر كثيرة ناحيتك وفي حضرتك لا أتقن شيئا كالصمت ، وكأنني أستحثك للاعتراف أنك أيضا تحن إلى بقائي عندك وأنك أيضا تستخدم الصمت ذريعة وصل ، حتى لا ينتهي الكلام ، ويبقى لدينا دائما ما ندخره لنأتي إلينا . لآتيك بسؤال أتعلل به أن أسمع صوتك وتأتيني بإجابة تبقيني عندك .

أنتهيت ولكنني أشعر أنني سوف أعود مجددا وسوف أثرثر كثيرا .
 
 

الخميس، 17 يناير 2013

عائشة


جلست عائشة قبالتي حضّرت قمرا ناصعا وأهدتني ريشتي وقالت : ارسميني .. إنها تصير جميلة جدا حينما تسير معي على رصيف واحد  تقاسمني كسرة حرفي المغمس بشقاوة قديمة كالتي تسكن قرارة عائشة

بالتوليب زخرفت حدود ورقة ناصعة البياض تشبه في تضاريسها ولونها حدود وطن عائشة . قالت لي ذات نشوة .. إنك تجيدين دغدغة ثنيات روحي حين تمنحينني الفرصة لأتوغل في مداهيل حرفك .. فاستحضرت من أجل عائشة قصائد التراب والوطن والسمار والشجن وعلقت بين عيني وبينها دقائق الزمن

  منذ أن طلبت مني عائشة أن تسكن معي ضمن حدود  أوراقي والأبجدية تراودني عنها فأشعر بارتجافة لذيذة في أطراف أناملي .. بأي لون أبدأ اللوحة وبأي حرف مقدس أخط بريشتي التي أهدتني إياها ذات دهشة ! من أي الحواس أبدؤك لتكتملي بين أناملي لوحة مخلدة .. عينان بابليتان .. شفتان عاجيتان .. وحزن عتيق يموج في الفؤاد .. وطفلة صغيرة تلوذ بالذراع هي طبق الأصل من عائشة

أبدأ في عجن ألواني  ..  لا يطابق روحك سوى الأبيض منها وخضرة الجنائن وحمرة الزهر .... فتشتعل بداية القصيدة  بداية من أصابعي حتى منتهى اليراع

 لأخرج مكامنك في لوحة  مخلدة فهل سأكون في رسمك منصفة لك  مرضية لي كوجبة الصباح .... ربما أظل طوال يومي مغلولة بأزهار الأبجدية طالما سوف أكتب عن جنينة

ربما أظل معلقة على البياض طالما أنني لن أعرف  كيف أغادر الورقة التي أكتب عليها وأنت معي

وتريدين مني أن أرسمك بالشكل العادل وأنا التي أغرق في شبر ماء من لجة أبجديتي ... إنني أحذرك فكل ما أكتب عنه أقع في عشقه

فمن الذي سوف يخلصك من براثن لغتي إن وقعت في فخ شرنقة الأبجدية تلتفين بكل طواعية في حرير سيطرتي ... سوف أغمض عيناي لوهلة لأتقنك بحدقة يراعي معلنة بدء موسم الجمال يا سحابة حبلى بالاشتهاء

يا ناقوسا يدق في قلوبنا لتعلن بدء احتفالات الحب والوفاء

يا وتدا ضاربا في ذاكرتي .. انتظريني فإنني قريبة لن أبتعد كثيرا فــــــللتو بدأت بالبذار

حديث على غفلة


 

طلبوا مني أن أمارس غواية الكلامِ ها هنا .. وأن ألقي بعضا من حديث الاشتياقات

فتاه مني فكري وتساءلت طويلا بماذا أبدأ .. وكيف أقف بتضرع أمام عظمة الأبجدية  .. وأدعي أمامها أنني ما زلت بخير .. وأزعم أنني بت قادرة على استيعاب سحرها الذي ما زلت على يقين أنه سحر مغرق في الجمال لا يدرَك .. وأنه  غبة بحر ليس له قرار

 

فحين أمارس هذا الجمال أدخل في سباتي الطويل .. لأصبح مجرد امرأة تجردت من كل صلاحيتها للغة العنقاء ..  فلا تفاحة تقضم ولا أمير يعود ولا أقزام يلعبون من حولي ويمرحون .. بل غارقة حتى قيعاني في لغتي لأغيب غيبة مسافر رحل ونسي على الرصيف المبلل أغلى ثيابه .. اللغة العربية غيبوبة طويلة في جنة تحمل الكثير من رائحة جنان السماء

فهل كان علي أن أظل ملتزمة  الصمت وأن أسلم فكري لأمانة الريح .. أم أظل أخيط من الحرف  قميصا يليق بعشقي الأزلي له  أرميه على وجهي فيرتد إلي بصري

أو أصنع من الحرف جديلة غليظة وأعكفها واعقدها حول معصم حضوري .. حتى لا أعود  خالية الوفاض ........ أنا الآن أبوح شهدا .. وأسكبه عند من عقد مع اللغة عهد عشق وربط بينهما برباط من أمانة .. تأخذ من ملامحكن الشيء الكثير

أنا الآن أمارس الغناء .. لدى من ابتاع دزينة ناي وقال للصبا : ادخلي في جوفها وغني .. وغني .. ومارسي البكاء

كان لدي  كلام طويل يصل حتى ظهر خيباتي وكتف حنيني وعنق هزائمي .. فهل الأبجدية يا ترى تنصرني

سأربط الجدران بحرير مسيطر على سكوني الطويل . أتحدث وشفاهي مطبقة  على الكثير من الحقيقة وأصرخ فترتطم أحلامي بالجدار الخامس الخالي من صور ذاكرتي

أنا هنا كثيرا هذا الصباح كأنتن تماما .. كما كنت كثيرا في طفولتي الغائبة حين كانت روحي ترتع مطمئنة   خلف غافة بيت جدتي أنثر الرماد في وجه طفولة غرست أقدامها نقشا .. أقدام جل ما مارست الخيال على أرجوحة الأماني

طفلة لم تكن تبكي كثيرا حتى وإن قصوا في صباح غادر حبال أرجوحتها

حتى وإن عمدوا إلى قتلها عمدا في صباح عيد جاءها خالي الوفاض لا أب ولا دمية ولا أماني

حتى وإن حاولوا سرقة سر كينونتها .. فسر كينونتها ما تزال كامنة في إيمانها في غد جميل آتي ؟؟

فهل يا ترى كانت أبجديتي صالحة  لأسكب في عيونها ريق قصيدتي

    • لا تعبؤوا بالإشارات  المتوجعة  بين سطوري ..فقط اعبؤوا بقراءتي .. امهلوني فرصة كافية لأعد على اصابع البخت علني أجد دفترا طاهرا أرسم فيه وحي الصمت الساكن في كل امرأة تشبهني

الآن استفقت من خمرة السكون .. وعصرت من الحرف المقدس ما يروي نهم خاطري

 

انتهى عقد البوح ووصلت لنهاية الجديلة ... الان سوف تلهو طفلتي

 

الأربعاء، 16 يناير 2013

هذه لغتي




قدمت إليّ إحداهن  دعوة لإلقاء كلمة عن اللغة العربية  أمام طالباتها  ..  ظننت في البداية أن الأمر بغاية البساطة  وأنني بتمكني من لغتي سوف أكون قادرة على  الحديث عنها وعلى التغزل بها وبتقاسيمها وجمالها 
حتى  وقعت على حقيقة أن ما طلب مني كان في غاية الخطورة .. فمن الصعب بمكان أن  أقرر الحديث عن أكثر اللغات فصاحة وبلاغة ثم أقف أمام الملأ  يغلبني  لساني  فأسقط في قعر ثقتي  وتعجز ذاكرتي عن  وصفها وأتلعثم وأغرق في بحرها المتلاطم
 فكانت هذه كلمتي :
 
حين طلب مني أن أتحدث عن اللغة العربية حاصروني بخمس جهات أربعة منها كانت حدود الإيمان والوطن والكينونة والزمن والخامسة كانت هي المدى

فأنا أضيع في شبر ماء في هذه اللجة الواسعة وهذا اليم العظيم .. بحر الأبجدية العربية لغة القرآن ولغة الحضارات العريقة التي لا تندثر

فآثرت أن أسجل ما يدور بخيالاتي حتى لا أتلعثم وأنكشف أمام هذا السيد العظيم

اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي ليس لأحد منا سلطان عليها فهي لا تشيخ ولا تموت ولا تندثر ولا تتأثر بالمناخات والفصول

وطالما القرآن لا يموت فاللغة العربية كذلك لا تموت ...فالقرآن هي وهي القرآن

فلا  يحاول أحد منكم العبث بها فمن يفعل هو الذي يشيخ ومن ثم يفنى ويموت

اللغة أشهى نعمة رُزقناها وأصعب جرح حملناه فإن ضاعت ضعنا وإن حاولنا قتلها متنا نحن قبلها .. وإن حاولنا وأدها اندثرنا وضاعت ملامحنا

كن على ثقة تامة أن اللغة العربية حريتنا المطلقة

تخرج من بين شفاهنا قصيدة أبدية العمر لا تموت

جدتي كانت تقول إنها وردة لا تتساقط أوراقها ولا تشيخ ولا تذبل .. خرجت من قلب الأرض واهتزت أغصانا وأزهرت أوطانا

وكان يحدثني أبي أنها جنية عاشقة تجوب الأوطان تجيء لنا بالمواسم والفصول

تزرع الربيع وتطلق الأرانب والعنادل والطيور

أما أمي فقد كانت على يقين بأن اللغة درة مكنونة من زجاجٍ  من نور.. إن تخلينا عنها وسقطت من بين أيدينا فسوف تصبح هشيما وسوف تموت

أما أنا فإنني أقبلها في صلاتي وأستخدمها تميمة إيماني وأدفع بنورها في مصحف صغير وجع ابتلاءاتي .. اللغة العربية جرح مكابر فيني ترياقه قرآني

لو دخلت علينا العربية الآن  وتحدثت قليلا  لحملتموها على أكتافكن وخرجتن إلى الوطن الكبير وطالبتن بتعيين اللغة وزيرة للكون

فبأي جواز مرور نعبرها  لنصل إليها  ومن أي الحدود نبدأ السفر لنقيم فيها إقامة أبدية وهي كل المدى وكل الحدود وكل الجهات

سافر كما الريح في مساء الغياب

حبيبي
ترجّل عن صهوة العمر وارحل
وزد في الرحيل
تغيب عن العمر
وارحل

فما عدت أريد طيوبا
ولا لباس الحرير

وما عدت أرغب في أي منية
وما عدت أرغب في أي عيد

ارحل
ولا تستجدي الهناء بعيني
فإني شقية وإني عصية
وقلبي عصي .. قلبي بليد
ارحل .. فما عاد يُجدي التمني

سأظل بعيدا خلف الغيوم
خلف الهباب
خلف الغياب
غيومي جفاف
هبابي سحيق
غيابي تليد

فارحل
فما عاد يجدي التمني

تمنيتك
فغاب التمني
وسال كما الماء من بين كفي
وضاعت أمانيَ وسط الطريق
فصارت سرابا


ارحل فما عدت أطيق انتظارا
فقد طالت خيوط حنيني
وصارت حبالا
تلتف حولي



 

الاثنين، 7 يناير 2013

الدمية


عندما كنت صغيرة كانت أجمل أحلامي أن أحصل على دمية وأرجوحة .. شيئان كان بمقدورهما أن يغنياني عن الدنيا بأسرها .. الأرجوحة كان أمرها هينا يسيرا فقد كانت أمي تصنعها لي في حارتنا وكانت تشده جيدا وتهيؤه لي لأفاجأ بطابور طويل  من بنات الجيران ينتظر دورهن  للعب عليه والسفر إلى حيث الفضاء العالي وآخرهن أكون أنا لشدة خجلي وانكساري حينها ولطيبتي التي كانت تعصف بكل اشتهاءاتي وأحلامي الصغيرة الغضة


أما الدمية فقد كانت حلما بعيد المنال فقد كنت أحلم بدمية حقيقة وليست تلك الدمى الصغيرة التي كانت تناسب دخل أمي والتي طالما ابتاعته لي لترضيني

علبة طويلة تحوي ست دميات صغيرة جدا بالكاد ترضيني

كم من الأماني عصفت بنا دون أن نبلغها
 

نعم لطالما دعوت الله أن يهديني إياها قبل أن أكبر .. دعوتي لم تكن دعوة طفلة فقيرة بل كانت دعوة طفلة كسيرة

 

فلم أكن بالطفلة اليتيمة ولم يكن أبي مدقعا لأعيش حرمانا

 

لكنه صادفه النسيان .. نسي في أي جيب من جيوب معطفه الوثير خبأ أحلام صغار غلفهم باليتم الكاذب وسلمهم لآمانة الأقدار

 

وجاء اليوم الذي ابتاعت لي أمي دمية أحلامي

لم أكن لأصدق حينما نامت في حضني بينما عيناي تغرورقان بالدمع خشية أن تعجز أمي عن شرائها لي
 أنها سوف تصبح بعد لحظات ملكا لي

فقد دفعت أمي قيمتها برغم أنه كان باهضا بالنسبة لدخلها المحدود ولم تشأ أن تقتلعها من حضني

عدت إلى البيت كأنني أم ثكلت بفقد ولدها وعثرت عليه بعد طول بحث وعناء

 

ولكن .. و كما كنت أردد دائما . أحلامي الجميلة كانت كالعادة تعجز عن الاستمرار في وجه أعاصير حظي

 

فالدمية التي طالما حلمت بها وبنيت على امتلاكها الأماني راحت من يدي

 

ففي لحظة غضب من أختي التي تكبرني وبغير جريرة مني

كسرت أختي عنق دميتي