الأربعاء، 13 أغسطس 2014

البحر عطشان
من يسقيه
لا نهر يمر بأراضيه
ولا ريق يرويه
من الصباح وأنا أبكي كثيرا
أتناسى الحزن فأهرع إلى صفحة صديقتي وأنسى .
وأعود ثانية لإقامة مراسم البكاء
فالسرادق ما زال يحتل مكانه كمنارة منسية

أتذكر أختي بشدة فأبكي كثيرا
أتذكر الجروح التي كانت تغزو يديها وأقدامها بلا سبب فأبكي كثيرا
أذكر حين أحرقت يديها بحثا عن جذوة دفء وكيف رمت أصابعها في النار أمامي أبكي كثيرا
أذكر جملتها المحفورة في قلبي كوشم من صهير : اشتقت إلى العافية .
وكيف ماتت وما ذاقت ...
العافية .. أبكي كثيرا
أتذكر إيمانها ويقينها برحمة الله وإصرارها على تأدية فروضها رغم كل شيء أبكي كثيرا
أتذكرها وهي تقول من بين براثن الموت : اشتدي لتنفرجي اشتدي لتنفرجي .. أبكي وأبكي كثيرا
أتذكر الأهوال التي عانتها وعاينتُها معها فأبكي كثيرا
أتذكر أنها لأعوام ما رأت النور ولا السرور ولا العافية وتقول : لا أشكو شيئا وتبتسم . فأبكي كثيرا
أتذكر وهي تبكي بحرقة وأبوها يحتضر في مشفى وهي في مشفى آخر معتقلة .. تتمنى أن تراه أن تودعه أو تبكيه ولا تقدر فأبكي كثيرا
أتذكر أنها كانت تسأل عن أمي قبل أن تموت وتبتسم ولم أحمل أمها إليها فأبكي كثيرا
أتذكر أيامها الأخيرة وهي تنظر إلى الله .. وكيف أحرك أصبعي أمام أجفانها فلا تراني . أذكر بكائي حينها وكيف كنت أحتضن صديقتي و أبكي كثيرا
أتذكر وجهها أقدامها يديها وكيف تآكل لحمها ويقال لي : إنه نهاية الابتلاء .. أن تصير جلدا على عظام فأبكي كثيرا
أتذكر كيف كانت أعصابنا مشدودة وهي ترفض العلاج يأسا ، وترمي بالدواء ، وشجارنا معها وزعلها منا .. بينما كانت تبكي وتشتكي أن : تعبت يا الله.. أبكي بحرقة وغصة وكثيرا
أتذكر أنني كنت سأدخل غرفتها هذا المساء .. سأرى البيت والدرج والغرفة الوردية .. دولابها أثوابها عطورها المنفية .. أدراجها المنسية . ديوان شعرها الغريب .. أبكي كثيرا

لهذا هاتفت أخي وأجلت الزيارة .. حتى لا أبكي أمام اخوتي كثيرا

الجمعة، 8 أغسطس 2014

لا شيء يحدث . من عويل الليل إلى انبلاج الصبح غير سكون جدراني العنيدة .
لا باب يٌطرق كي أستفيق من الوهم
لا حبيب يذكر ساعتي حين انتظاره كيف ترسم عقاربه لهفتي
لا صديقة تهاتفني أن ارتدي على عجل سنقضي الليل سهارى .ا
لا حمامة تغير مسار الريح لتحط على نافذتي عوضا عن نافذة جارتي المستاءة من حماماتي ....

لا غيمة تصالح رمضاء ناحيتي فتهطل فجأة كــ / مكالمة المساء المدهشة
وتجعلني أتلعثم في عباراتي
كطفلة غريرة بشرائطها البيضاء
وحقيبة امتلأت بأحلام العذارى .