الخميس، 25 ديسمبر 2014

هل تعرف ما معنى واحة ؟
هل تذكر ما شكل جراحه ؟
ّّ!
اكتبوني
أنا ناي لا يغني .
الزعل غير الفراق
كثيرا ما كانت شقيقتي أسماء ( رحمها الله ) تقول لي :
أنتِ من علمتيني صفاء النفس فحينما نتشاجر وتدخلين غرفتك غاضبة ، تدهشيني بعد ساعة أنك تخرجين من نفس الباب وتجلسين مع نفس الأشخاص ترتشفبن معهم الشاي / وكأن شيئا لم يكن .
فأبتسم وأجيبها :
الزعل ليس الفراق يا حبيبة . فلماذا لا تعطوني الحق في أن أغضب دون أن أفقد أحدا منكم . لن أجبركم على الحديث معي حتى تصفو نفوسكم ولكنني لن أخاصمكم ....

.
ولهذا لم نفترق وإياها أبدا . لم يفرقنا سوى الموت . فرغم كل المواقف السيئة التي حدثت بيني وبين أحبائي إلا أنني أنساه بعد ساعات قليلة وأحيانا بعد لحظات .
كانت أسماء رحمها الله تراه فضيلة فيني
لكن وللأسف غيرهم يرونه بلاهة فيني واستخفافا بكبريائي
أما البعض الآخر فاعتبروا حقي في الزعل أو حقي في رفض فكرة ما أو حتى في إبداء رأي ما لا يوافقهم ذريعة لفراق ، أو لإلغاء عهد مودة كانت تجمعني بهم .
في كل الأحوال أعترف أنني لا كرامة لي أعتز بها أمام من أحبهم إن كانوا يعتبرون صفاء نفسي وتمسكي بهم ( لا كرامة ) .. دون أن أجبر أحدا منهم على إبداء أي شكل من أشكال المودة معي .
أنا لا أشعر كما يجب ، فلم أكن يوما امرأة كاملة
ألم أخبركم بهذا قبلا !؟
أنا كـ بينوكيو ناقصة الحياة
وكأسماء محرومة من الحياة
وكالفراشات محرومة من النار في المساءات المرتجفة ...

وكـ رجل يشكو لي الغربة بينما أخبئ له في جعبتي وطن
أنا تافهة جدا ، أشد من كشكولي القديم الذي مزقه رجل غبي لم يكن يعرف في زمن التكوين آفاق القراءة
أنا أكتب فقط . هكذا . عبثا .. عبطا . دونما شعور .
لم أطلب شيئا ليكون
لم أطلب يوما ما غنيت لأجله
فقط . أكتب لتغنوا
فغنوا
فأنا جائعة للغناء
فارغة ككل الوديان في وطني
كشتاء مدينتي
مهجورة من الغيوم والمطر ومن حبيبي
.
لم أكتب يوما قصتي
فلم أبدأ إلى اليوم في سرد قصتي .
ثرثرت كثيرا هذا اليوم ، وسوف أكفر عن جريرتي
سأعقد أبجديتي بحبل من مسد
و . إذا ما رحلت
اصنعوا من ثرثرتي كتابا من جسد .
....
أطعموه للفقراء مجانا
هبة . وبلا حسد .

سأشتاق إلى الصباحات كثيرا
وربما تشتاقون
فلن أكون في الصباحات هنا
وسوف تشتاقني الشمس حتما
رغم أنني لا أحبها
لا أحب الشمس البتة رغم أنها لم تقترف ذنبا سوى الطاعة العمياء لمن أحياها .
لا أحب معظم الأشياء التي تبدأ بحرف الشين
شمعه شعلة شروق شمام . الشمام غير مفضل عندي فهو متقلب المزاج ، كثيرا ما يخذلنا ويأتي كالقطن بلا مذاق ، وكثيرا ما يغير من مذاقه . إنه كالعنصر الغادر لا أحبه .
الشرود أيضا ، فمن أكبر مساوئي الشرود والسرحان
السرحان يبدأ بحرف السين ؛ لا أحبه
والسكين .. حتى أن السين والشين كلاهما لهما أسنان حادة كالسكين .
إنها مؤذية لهذا خلت منها العاطفة والروح والطيبة والهواء العليل . أتعجب كيف سموه نسيما فالسين لخبط سكون الهواء ورقته ورهافته وجعله حادا خسر كينونته . ( خسر ) يحوي حرف السين ! ألم أقل لكم . إنهما متعبان للغاية .
أحب حرف الألف أعشقه وحرف العين صبابتي أذوب في عينه ...
حرف العين عيني عيناي عيوني يقبل بكل الجهات والأشكال
كلمة ( الأشكال ) أفسدت كل شي ، ما أبشع شينه ، أظنه ستفسد لغتي إن ركزت على عاطفتي . فلأنس الأمر برمته وأتجاهل ما أحب وما لا أحب .
هل بإمكاني كتابة جملة كاملة من غير استخدام هذين الحرفين ؟!
ربما أراكم عما قريب وربما بعيدا نوعا ما ..
الجملة السابقة خلت من ال س و ش
جيد جدا
أنا في أول يوم إجازة من العمل لهذا ثرثرت كثيرا
الغريب حقا أن العمل بدأ بالعين الذي أحبه ولم يبدأ بالسين مثلا !!!!
أحبكم كثيرا
أووف حتى الثاء مزعجة
كل صباح لا يبدأ بصحو هو مزعج .
صرت عبئا
وثقيلا
صرت كالكفن المسجى دون نعي
صرت كالليل بلا أحلام عاشقة تغني
صرت كالغيمة في فصل الجحيم...

صرت كالريح العقيم
صرت نائمة بلا صوتك يحكي لي قصص النعجات ، والمطر الغزير
قصة الثعبان والكهف المخيف
قصة الأوهام مبتورة
قصة الأحلام مسروقة
قصة الأزهار في فصل الخريف .

الأحد، 21 ديسمبر 2014

اغرسوا في جسدي مدية
وقدموا للأرض
أخبار البشارة
.
قولوا لها مات الحزن
وجدوه مذبوح الصدى
وجدوه محلول العرى
وجدوه مكتوم الحقيقة
وجدوه مكسور المنارة
.

قولوا لها مات الأسى
نام على الأوراق
بعد السطر مغدورا
نام وما استفاق
واغتالته ثنيات الورق
دفنوه كالعار . تحت الماء
في بجر لجي
وجف كالزبد الشهي
كالملحِ .....
كطحلبِ منسي
.
قولوا لها
ماتت نبوؤات اللغة .

الجمعة، 19 ديسمبر 2014

كنت عاهدت نفسي أن أبقى مع من أحبهم حتى أطمئن أنه لم يعودوا وحيدين ، وأنا التي أخشى عليهم كما أخشى على أصابعي من النار ،،
وأنني سأنصرهم بقلبي حتى ينتصروا على أنفسهم
ولا يهم إن انتصروا عليّ بعدها ، أو هزموني في نهاية المطاف
فلم أكن إلا لأجلهم ، وهذا من ضمن أقداري ؛ أن أظل القدح الذي يسقي وينتهي فارغا .
أعرف أن أكون كل الأشياء ولا أعترف بالاستياء ؛ أم حانية . أخت شفيقة . حبيبة . صديقة وإن شئت مهرجة بألف قناع تضحكهم وتبكي خلفها .....

وحين أقرر النهاية سأظل الغيمة التي تظلل ظلهم لكيلا يحترقوا بنيرانهم .
أنا لا أعترف بالنهايات
فلا نهاية للقلوب سوى الموت
الموت فقط هو الذي يتمم الحكايا المبتورة
وحين أطمئن أنهم في أرض صالحة للبذار وأنهم خلف جدران تحوي أصواتا غيري
سأكف عن الغناء فلا حاجة لغنائي والعصافير تصدح كما أنه لا حاجة لليل والشمس استفاقت ، الغدر من ديدن الطبيعة فمن نكون نحن لنتمرد على قوانين الطبيعة !
أنا غيمة لا تبقى عبئا على الأراضي المرتوية لكيلا تشرق ببقائي ومائي ، غيمة راحلة تبحث دائما عن الجياع
وتذهل عن السقاة المرتوين
قلبي كسرة رغيف يابسة لكنها تصلح لإنقاذ حياة
وقطرة في بئر مهجورة لكنها مقابل الموت لا تساويها كنوز الأرض
أنا ليل مدلهم يصلح للاختباء والرويات الملفقة والأكاذيب واللجوء إليه في حالات الوحدة حين تخلو الجدران من الأصوات العزيزة .
أنا لحظات الفراغ كلها ، فحين تمتلئ حقائبهم دوني سوف يحلقون بأجنحة حقيقية ..
فالفقاعات لا تصل لعنان السماء
الفقاعة فارغة سرعان ما تنفجر وتتلاشى كوميض برق خابي
الفقاعات تافهة جدا حتى أنه ليس بمقدورها أن تغسل أردان حكاياتنا

ألفقاعات بكاء ؟؟؟ !

الجمعة، 12 ديسمبر 2014

لم أعد أوتادا لأرضك
وإن سقطت أنجمك على عتباتي
سوف أكنسها
وأهديها لأدمعك
أمنيتي ؟ رجل يعشقني
لا يعرف حجم الكرة الأرضية ، أو عدد الأكوان خارج خطوط مداراته ،،
لا يقرأ حظ الأبراج ليأمنني ، لا يؤمن أن قراري خارج حدود نبوءاته
لا يدرك مجموع الأرقام خلف مصيري من يوم الميلاد إلى زنديه
من يوم ضياعي إلى ضلعيه ...

رجل يعشق بالروح فيسمو
لا يتهاوى على اسفلت غروره
كسراب في هاجرة أبدية
رجل لا يقتلني بامرأة أخرى
تكسرني .
أحيانا تضطرنا بعض الظروف إلى تكرار الكلام والتعريف بأنفسنا ، فمن الأمور المرهِقة أن يجهلك المقربين منك ، أو أن ينخدعوا فيك ، أو يظنوا فيك ماليس فيك
فالكثيرون يعترضون على صمتي أو انشغالي ، ولست أدَّعيه
بيدَ أني لا أحسن الكلام كل حين .. فليعذرني من سهوتُ عنه فلطالما سهوت عن نفسي
لست ممن يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم
ولم أدّعي الفضيلة يوما...

أظهر للناس كما أنا وكما يعرفني أصدقائي هنا ، أقرأ كثيرا وأقرأ كل ما تقع عليه عيوني
أتذوق إبداعاتكم أضحك لضحككم لا أدعي الرزانة فأنا أضحك كثيرا كما أبكي تماما
ولا أُرى إلا مبتسمة ( لمن عرفني )
أكتب كلاما جميلا لكنني أتلعثم كثيرا إن تحدثت ، لطالما شعرت بالإحراج والخيبة مع الغرباء فأنا جدا خائبة في التعبير عن نفسي أمامهم .
لهذا أرتبك أمام الكثيرين ماعدا المقربين مني الذين أنطلق معهم بفعالية عجيبة هههه
شخصيتي قوية لكن ضعفي أمام خواطرهم يغلب غالبا على قوتي
لست متجهمة وبإمكاني أن أبتسم في وجه كل مخلوقات الله
فالله لا يخلق شيئا حقيرا ولا يأت بكائن عبثا .
أحب كل الناس حتى وإن بدا لهم مني غير ذلك
فمحبتي لهم لا تعني إلغاء فكرتي أو رأيي أو كينونتي
أشعر بمتعة العودة إلى الله حينما أذنب لأتيقن أكثر يوما بعد يوم مدى ضعفي وقلة حيلتي أمام مغريات الدنيا
وحاجتي إلى الله
أو لم يخبرك الليل أنني ما عدت أهواك ؟
هكذا أنصفتُ نفسي أمامك
وثأرتُ لليالي الفارغة منك .
عندما كنت صغيرة كان بيتنا عبارة عن طابقين ومقسم إلى أربعة شقق كل واحدة منها على حدة . واحدة منها كانت خالية لم يحتجها أخي الأكبر الذي خصصت أمي الشقة له ولأبنائه .. فسمحت أمي لامرأة فقيرة وغريبة كانت صاحبة لها أن تسكنها مع ابنتها اليتيمة حتى يفسح الله لهم في بقعة أخرى . تقربت هذه الفتاة منا كثيرا وأصبحت بمثابة أخت وصديقة لنا .. كانت تكبرنا قليلا ربما في السادسة عشرة أو يزيد قليلا . اقتربت منا وأختاي كثيرا حتى أفضت لنا بسرها الذي لا تعلم به حتى أمها .. وكيف أن ابن الجيران أغرا...ها بالحب وهتك عرضها حيث كان يدخل البيت وأمها نائمة ويغويها بالحب والاستقرار . وكيف أنه تخلى عنها ورحل بعيدا . وبعد سنتين تزوج هذا الشاب ( وما زالت جارتنا ساكنة معنا ) ورزقه الله بابنة طار بها فرحا . كانت تحكي لنا عن زواجه وغصة تعتريها ونحن نهدؤها ونخبرها عن عدل الله .
ومرت الأيام وغابت جارتنا وابنتها في خضم الحياة وما عدت أسمع عنها شيئا لسنوات حتى جاءتنا من أخبرت أنها تزوجت ورزقت بأبناء أيضا . وقابلتها بعدها بـأربع عشرة سنة وهي امرأة وأم وسعيدة في حياتها مع الرجل الذي رضي بها كما هي . بعارها .
بعد مدة حادثني هذه الصديقة تخبرني أن ابنة من هتك عرضها وهي في سن السادسة عشرة بالتحديد قام ابن جيرانهم بهتك عرضها وأنها افتضحت وعلم بأمرها القاصي والداني .
هذه ابنة الرجل الذي اعتدى على ابنة الجيران ( صديقتي ) وتعدى على الله حين أهمل أن الله أشد مكرا وأخذا منه . الرجل الذي ستر الله على ضحيته ولم يستر على ابنته . الرجل الذي لم يرزقه الله سوى بابنة واحدة وفضحه فيها . الرجل الذي نام ونسي أن الله لا ينام . الرجل الذي نسي وغفل أن الله لا ينسى .
الليل فارغ من جهة الشمال
أعيروه حكاية
ليكتمل

أو عكازا ...
ليرحل
أنا والخذلان ننام منذ زمان على وسادة واحدة
بيد أنه لا يصحو أبدا
ولا يغسل كل صباح وجهه
ولا يفكر أن يمارس تمارين الصباح في الشرفة الواسعة
أو أن يذهب إلى عمله...

إنه لا يخرج البتة .
.
أنا والخذلان نعيش في غرفة واحدة

الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

تصبحون على خير
هل تعرفون كيف ينام العاشق الذي أضناه وجده
وكيف تمضي ليلته من غير عينيه
وكيف تسير خطاه معوجّة من بعد ارتحاله ؟
وكيف يطول في الشوق انتظاره !؟...

هل تسمعون بمواجع الحادي يجر بيد الحنين قافلته ؟
يسكب من نايه الباكي أسقام قافيته ؟!
.......
بل تفهمون .. كيف يكون شكل الصبح
من دون الصباح
لهذا جلكم يغفو قبيل الشمس والإصباح .
بقلبك الدافئ كشمس لا تغرب
يستغيث شتائي
لست متعبة
أنا فقط أزحف ببطء باتجاه قلبك
فصحراؤك لاهبة مضنية
والواحة في حدودها الشمالية

...
كان يبعثر الليل ويلمه ، ويبعثر الليل ويلمّه
حتى تدحرج الصباح من كمّه .
العاشق لوحده يعاني مخاض الضوء
لا شريك له في الاحتراق .
كان يقطع بالمعول كتفه
يشذب لسانه بأطراف بنانه
فيسيل المر على شفتيه

وتنبت بين نعليه دومة
تقول الأرض ساخرة : عيب بعض الأوطان أنها تستجدي الهبات من الغيوم ، وتنسى أن الغيوم لا وطن لها .
تقول الغيمة : الغيوم وطنها السماء ليست كالأرض وطنها ندبة في جسد الكرة الأرضية .
عشقك رصاصة
استقرت في جسدٍ حي
كان يحلم بالحياة .
لم أكن أنام
كنت أشتاق لوحاتي القديمة التي ما خطت ريشتها شيئا من ملامحك ..
التي رسمت فيها صورا كثيرا ، رسمت عصافير زاهية تتعانق ، كنت أحتفظ بألوان الفرح حينها ، ألوان كثيرة كفيلة أن تزين الأرياش والخميلة ... وقد رسمت صديق أخي الذي انفتنت بجماله دون أن يسعني أن أخبره بذلك لسببين : أولاهما أنني كنت حينها طفلة وثانيهما أنني كنت بصحبة أخي وما كان يليق بي أن أعجب بصديقه في حضرته .
وأيضا قد رسمت وجوها كثيرة من زاوية مائلة ، فلقد دأبت على تتبع الأرض والصور التي ترسمها آثار خطوات الم...
ارة ..
وظللت أرسم لوحاتي الخرساء حتى انتعلت الحزن ونطقت أولى كلماتي في قصيدة رثاء أضعتها ضمن ما أضعت من مقتنياتي العزيزة .
ما عدت أحتفظ بشيء يحمل ذاكرة الماضي .. ليس سوى دولاب وملابس لا تصلح لاستقبال أختي حين غفلة .
ليتني كنت صوتك
ليتني مجموع الصمت عندك
ليتني كلك
ليتني كلك
ما زلت أعد لك كتفي كل مساء
فربما تتعب يوما
كان يتتبع ظلا ماردا على شرفات وحيه
يسجن الخورشيد في صبحه
يعتريني كحكاية مصلوبة الساعدين
عقابها أن ترسم الجدار
وخطيئتها ...

حفظ آية .
لا تكتب الليل
الليل لا يعترف بنقطة الختام
لا تكتب النهار
النهار بالمساء مستهام
عندما كنت صغيرة كان بيتنا عبارة عن طابقين ومقسم إلى أربعة شقق كل واحدة منها على حدة . واحدة منها كانت خالية لم يحتجها أخي الأكبر الذي خصصت أمي الشقة له ولأبنائه .. فسمحت أمي لامرأة فقيرة وغريبة كانت صاحبة لها أن تسكنها مع ابنتها اليتيمة حتى يفسح الله لهم في بقعة أخرى . تقربت هذه الفتاة منا كثيرا وأصبحت بمثابة أخت وصديقة لنا .. كانت تكبرنا قليلا ربما في السادسة عشرة أو يزيد قليلا . اقتربت منا وأختاي كثيرا حتى أفضت لنا بسرها الذي لا تعلم به حتى أمها .. وكيف أن ابن الجيران أغرا...ها بالحب وهتك عرضها حيث كان يدخل البيت وأمها نائمة ويغويها بالحب والاستقرار . وكيف أنه تخلى عنها ورحل بعيدا . وبعد سنتين تزوج هذا الشاب ( وما زالت جارتنا ساكنة معنا ) ورزقه الله بابنة طار بها فرحا . كانت تحكي لنا عن زواجه وغصة تعتريها ونحن نهدؤها ونخبرها عن عدل الله .
ومرت الأيام وغابت جارتنا وابنتها في خضم الحياة وما عدت أسمع عنها شيئا لسنوات حتى جاءتنا من أخبرت أنها تزوجت ورزقت بأبناء أيضا . وقابلتها بعدها بـأربع عشرة سنة وهي امرأة وأم وسعيدة في حياتها مع الرجل الذي رضي بها كما هي . بعارها .
بعد مدة حادثني هذه الصديقة تخبرني أن ابنة من هتك عرضها وهي في سن السادسة عشرة بالتحديد قام ابن جيرانهم بهتك عرضها وأنها افتضحت وعلم بأمرها القاصي والداني .
هذه ابنة الرجل الذي اعتدى على ابنة الجيران ( صديقتي ) وتعدى على الله حين أهمل أن الله أشد مكرا وأخذا منه . الرجل الذي ستر الله على ضحيته ولم يستر على ابنته . الرجل الذي لم يرزقه الله سوى بابنة واحدة وفضحه فيها . الرجل الذي نام ونسي أن الله لا ينام . الرجل الذي نسي وغفل أن الله لا ينسى .